تخفيض الفائدة في الصين يغير اتجاهات سوق المعادنشهدت أسعار المعادن الصناعية تباينًا ملحوظًا بعد إعلان الصين عن تخفيضات طال انتظارها في أسعار الفائدة، في محاولة لحماية اقتصادها من تداعيات الرسوم الجمركية الأمريكية. وقد أدى هذا القرار إلى تراجع أسعار النحاس بينما ارتفع خام الحديد بشكل حاد قبل أن يقلّص من مكاسبه لاحقًا.
جاءت هذه التحركات بعد أن قام بنك الشعب الصيني بخفض سعر إعادة الشراء العكسي (الريبو) لأجل 7 أيام إلى 1.4% مقارنة بـ1.5% سابقًا، إضافة إلى تقليص نسبة الاحتياطي الإلزامي لدى البنوك بمقدار نصف نقطة مئوية. ويُعد هذا الإجراء جزءًا من حزمة تحفيزية تستهدف دعم ثاني أكبر اقتصاد في العالم وسط تصاعد التوترات التجارية مع الولايات المتحدة.
النحاس يتراجع بعد مكاسب لثلاثة أيام
في بورصة لندن للمعادن، تراجع سعر النحاس بنسبة 0.8% ليصل إلى 9461.50 دولار للطن عند الساعة 11:00 صباحًا بتوقيت شنغهاي، منهيا بذلك موجة ارتفاع استمرت ثلاثة أيام متتالية. كما سجلت أسعار الألمنيوم والزنك انخفاضًا بلغ 0.8% و0.5% على التوالي.
وصرّح جيا تشنج، رئيس التداول في شركة "شانغهاي سوتشو جيويينج إنفستمنت مانجمنت"، أن خفض أسعار الفائدة جاء متوافقًا مع توقعات السوق، ما دفع المستثمرين إلى جني الأرباح عبر بيع المعادن، في وقت تترقب فيه الأسواق قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بشأن أسعار الفائدة، والمتوقع أن يبقي عليها دون تغيير.
سعر خام الحديد يرتفع رغم الضغوط
على الرغم من التحديات التي فرضتها الحرب التجارية وتباطؤ الطلب في الصين، سجلت العقود المستقبلية لخام الحديد في سنغافورة ارتفاعًا بنسبة 0.5% لتصل إلى 98.05 دولارًا للطن، بعدما صعدت في وقت سابق بنسبة 2.4%.
لكن النظرة المستقبلية لا تزال ضبابية، إذ يتوقع المحللون انخفاض الأسعار إلى نحو 80 دولارًا للطن بنهاية العام الحالي، وسط توقعات بزيادة المعروض وتراجع الطلب المحلي في الصين، أكبر مستهلك للمعادن في العالم.
التوترات التجارية تلقي بظلالها على الأسواق
يعود التراجع في أسعار النحاس وبقية المعادن إلى السياسة التجارية المتشددة التي يتبعها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب منذ توليه المنصب، والتي شملت فرض رسوم جمركية عالية على البضائع الصينية وصلت إلى 145%.
ومن المتوقع أن تُعقد أول جولة محادثات تجارية بين الصين والولايات المتحدة الأسبوع المقبل، في خطوة قد تُعيد بعض الاستقرار إلى الأسواق العالمية.