شهدت محافظة الأقصر صباح اليوم الأربعاء، الموافق 30 أبريل 2025، حالة من الطقس السيئ تمثلت في عاصفة ترابية كثيفة اجتاحت أنحاء متفرقة من المحافظة، مصحوبة برياح نشطة أدت إلى انخفاض حاد في مستوى الرؤية الأفقية، الأمر الذي أجبر السلطات على اتخاذ إجراءات عاجلة لتعليق عدد من الأنشطة الحيوية، أبرزها الملاحة النهرية ورحلات البالون الطائر.
الظروف الجوية تضرب المدينة التاريخية
مع بدء ساعات الصباح الأولى، غطت سحب من الأتربة سماء مدينة الأقصر، ما شكل خطورة على حركة النقل والتنقل داخل المدينة، سواء بريًا أو عبر نهر النيل.
ووثقت الأجهزة المعنية تراجعًا واضحًا في الرؤية الأفقية نتيجة للعاصفة، الأمر الذي دفع إلى اتخاذ قرارات فورية لتعليق الملاحة مؤقتًا في قناطر إسنا، حفاظًا على الأرواح وسلامة الوحدات النهرية.
كما تم الإعلان عن إيقاف رحلات البالون الطائر التي تعد من أبرز الأنشطة السياحية في المدينة، حيث يستقطب هذا النشاط المئات من الزوار يوميًا لمشاهدة المعالم الأثرية من الجو، قرار الإيقاف جاء نتيجة عدم استقرار الرياح، واحتمالية تعرض البالونات لانحرافات قد تعرض حياة الركّاب للخطر.
رفع درجة الاستعداد القصوى في كافة أنحاء المحافظة
في استجابة سريعة لتطورات الحالة الجوية، وجه المستشار مصطفى ألهم، محافظ الأقصر، جميع الأجهزة التنفيذية بالمحافظة برفع حالة الطوارئ والاستعداد الكامل للتعامل مع أي تطورات محتملة ناتجة عن التقلبات الجوية.
وشملت التوجيهات التنسيق الكامل بين إدارات الأزمات، والوحدات المحلية، ومديريات الصحة، والإسعاف، والحماية المدنية.
كما تم تفعيل غرف العمليات بكل المراكز والمدن على مدار الساعة لمتابعة الموقف، ورصد أي تأثيرات سلبية محتملة على المواطنين أو البنية التحتية.
وأكدت محافظة الأقصر على استمرار التنسيق مع هيئة الأرصاد الجوية للحصول على تقارير لحظية عن الأحوال الجوية.
تعطيل في الأنشطة اليومية وحذر بين المواطنين
أثرت الأجواء المحملة بالغبار على الحياة اليومية لسكان الأقصر، حيث سادت حالة من الحذر الشديد بين المواطنين الذين فضل كثير منهم البقاء في المنازل، خصوصًا كبار السن ومرضى الجهاز التنفسي.
كما تراجعت حركة السير على الطرق الرئيسية داخل المحافظة، في ظل تحذيرات من المرور بعدم التنقل إلا للضرورة القصوى.
وقد دعت الأجهزة المعنية السكان إلى اتخاذ الإجراءات الوقائية، مثل ارتداء الكمامات عند الخروج، وغلق النوافذ بإحكام داخل المنازل والمباني، لتقليل التعرض للغبار والأتربة، خصوصًا مع توقعات باستمرار سوء الأحوال الجوية خلال الساعات المقبلة.
الجهات الأمنية تتأهب وتكثف تواجدها
من جانبها، كثفت الأجهزة الأمنية من تواجدها بمختلف مناطق المحافظة، خاصة على الطرق السريعة والمناطق القريبة من نهر النيل.
كما قامت شرطة المسطحات المائية بمراقبة المجرى النيلي تحسبًا لوقوع أي طارئ، فيما كثفت إدارة المرور من جهودها لتنظيم حركة السير وتقديم المساعدة للمواطنين في حال حدوث أعطال أو حوادث.
جهود استباقية للتعامل مع المخاطر المحتملة
في ضوء هذه الأحداث، أشادت محافظة الأقصر بجاهزية الجهات المختلفة للتعامل مع الطقس السيئ، سواء من حيث تجهيز المعدات اللازمة لشفط المياه حال سقوط أمطار لاحقًا، أو من خلال توفير أماكن إيواء عاجلة للمواطنين في حال حدوث طوارئ أكبر.
كما أهابت بجميع المواطنين ضرورة متابعة البيانات الرسمية وعدم الالتفات إلى الشائعات التي قد تتسبب في إثارة القلق.
رسائل طمأنة للمواطنين وتأكيد على الاستعداد الكامل
رغم التحديات المناخية المفاجئة، أكدت الجهات المعنية أن المحافظة مستعدة بكامل طاقتها لمواجهة أي مستجدات، مشيرة إلى أنه لم يتم حتى الآن تسجيل أي خسائر بشرية أو مادية تُذكر، وأن الأوضاع تحت السيطرة.
يقظة مطلوبة أمام تقلبات المناخ
تعد هذه العاصفة الترابية بمثابة جرس إنذار جديد بضرورة الاستعداد الكامل لتقلبات الطقس، لا سيما في ظل التغيرات المناخية التي أصبحت أكثر حدة في السنوات الأخيرة، وتبقى سلامة المواطنين على رأس أولويات الأجهزة التنفيذية، التي تواصل عملها على مدار الساعة لضمان مرور هذه الموجة الجوية دون خسائر.