لطالما شهدت صفقات انتقال اللاعبين في الكرة المصرية جدلاً واسعاً قبل حتى أن يرتدي اللاعب قميص فريقه الجديد. اتهامات بالمرض، أو انتهاء الصلاحية، أو الإصابات المزمنة، كلها سيناريوهات تكررت كثيراً، لكن المفاجأة كانت في أن العديد من هؤلاء اللاعبين استطاعوا قلب الطاولة وإثبات خطأ هذه التوقعات، وتحقيق نجاحات كبيرة مع فرقهم. هذا المقال يسلط الضوء على بعض هذه الحالات التي واجهت انتقادات لاذعة قبل أن تبدأ رحلتها، وكيف استطاع هؤلاء اللاعبون الرد داخل المستطيل الأخضر.
محمد بركات.. صفقة "التروماي" التي أصبحت أسطورة
ربما تكون قصة انتقال محمد بركات إلى النادي الأهلي من أكثر القصص إثارة. "الأهلي اشترى التروماي، تعاقد مع لاعب انتهت صلاحيته".. بهذه العبارات القاسية استقبلت جماهير وإعلام انتقال الزئبقي إلى القلعة الحمراء. الكثيرون اعتبروا أن الأهلي أهدر أمواله في لاعب تجاوز ذروة عطائه، وأن وجوده لن يضيف شيئاً للفريق. بركات، بدوره، التزم الصمت، وآثر أن يرد على هذه الاتهامات داخل الملعب. وفي موسمه الأول، فجر بركات قنبلة من الأداء الرفيع، وقاد الأهلي للفوز ببطولة الدوري بدون هزيمة واحدة، محققاً رقماً قياسياً من النقاط. كما شكل مثلث رعب مع النجمين محمد أبو تريكة وعماد متعب. وتألق بركات في دوري أبطال أفريقيا عام 2005، حيث كان هداف البطولة برصيد 6 أهداف. لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل حصل بركات على جائزة أفضل لاعب أفريقي من هيئة الإذاعة البريطانية (BBC) عام 2005، وأفضل لاعب محترف داخل القارة السمراء في نفس العام. كما تم اختياره ضمن التشكيلة الأساسية لمنتخب أفريقيا بعد بطولة كأس الأمم الأفريقية 2006 التي استضافتها مصر وفازت بها. قبل أن يحصد جميع الألقاب مع الأهلى فتوج معه بـ7 بطولات دورى منذ موسم 2004-2005 حتى موسم 2010-2011، وبطولات سوبر محلية، وكأس مصر مرتين، ودورى أبطال أفريقيا 4 مرات أعوام 2005 و2006 و2008 و2012، وكأس السوبر الإفريقى 4 مرات أعوام 2006 و2007 و2009 و2013. وهكذا، تحول بركات من صفقة "تروماي" إلى أسطورة في تاريخ النادي الأهلي.
ماليك إيفونا.. "فيروس سي" لم يمنعه من التألق
لم يسلم المهاجم الجابوني ماليك إيفونا من الشائعات والاتهامات قبل أن تثبت أقدامه في النادي الأهلي. بعد ارتدائه قميص الفريق، انتشرت شائعات تفيد بأنه مصاب بفيروس "سي"، وأن حياته الكروية مهددة بالانتهاء في أي لحظة. هذه الشائعات أثارت قلق الجماهير، وشككت في قدرة اللاعب على تقديم الإضافة المرجوة. إلا أن الفحوصات الطبية التي أجراها النادي أثبتت سلامته تماماً، وأن اللاعب لا يعاني من أي مشاكل صحية. داخل الملعب، استطاع إيفونا إسكات جميع المنتقدين بأدائه القوي وتسجيله للأهداف الحاسمة. شارك مع الأهلي في 31 مباراة، وسجل 13 هدفاً، وصنع 5 أهداف أخرى. كما توج بلقب الدوري المصري وكأس السوبر المصري. قبل أن يقرر الرحيل في موسم 2016/2017 لصفوف تيانجين تيدا الصيني. ليؤكد إيفونا أن الشائعات لا يمكن أن تقف في طريق الطموح والإصرار.
جون أنطوي.. "مريض القلب" الذي هز الشباك
تعرض المهاجم الغاني جون أنطوي لموجة من الانتقادات والاتهامات عند انتقاله إلى النادي الأهلي. أحد أبرز هذه الاتهامات كانت الادعاء بأنه "مريض بالقلب"، في إشارة إلى أن الصفقة فاشلة وأن اللاعب لن يستطيع تقديم الإضافة المرجوة. هذه الاتهامات أثارت استياء اللاعب، الذي أكد مراراً وتكراراً أنه يتمتع بصحة جيدة وأنه قادر على تقديم أفضل ما لديه. وشارك أنطوي مع الأهلي في مباريات كثيرة، وسجل أهدافاً عديدة، ليثبت أنه قادر على التألق على الرغم من الانتقادات. قبل أن يرحل لصفوف بيراميدز. وعلى الرغم من أن تجربته مع الأهلي لم تكن طويلة، إلا أنه استطاع أن يترك بصمة جيدة وأن يرد على المشككين في قدراته.
طاهر محمد طاهر.. "الرباط الصليبي مرتين" لم يمنعه من التأثير
لم يختلف الحال كثيراً مع طاهر محمد طاهر، فبمجرد الإعلان عن انتقاله إلى الأهلي من المقاولون العرب في الموسم الماضي، واجه اللاعب اتهامات بالجملة، بدعوى أنه "صفقة مضروبة" وأنه تعرض للإصابة بالرباط الصليبي مرتين، وأنه لن يفيد الأهلي بشيء. هذه الاتهامات أثارت غضب اللاعب، الذي أكد أنه يتمتع بصحة جيدة وأنه جاهز لتقديم أفضل ما لديه مع الفريق. وبعد فترة قصيرة، أصبح طاهر محمد طاهر أحد العناصر المؤثرة في تشكيل الفريق الأحمر، وساهم في تحقيق العديد من الانتصارات. ليؤكد مرة أخرى أن الإصرار والعزيمة هما السبيل لتحقيق النجاح، وأن الشائعات لا يمكن أن تقف في طريق الطموح.