يولي الأزهر الشريف اهتمامًا بالغًا بالرعاية العلمية والمعيشية لجميع طلابه، وخاصة طلاب غزَّة، الذين يحظون برعاية متميزة. يؤكد الأزهر الشريف، بمختلف قطاعاته وفروعه، على مد يد العون وتقديم العلوم والمنهج الوسطي للطلاب الوافدين، مع إيلاء عناية خاصة لاحتياجاتهم المتنوعة. يهدف الأزهر إلى تقديم الدعم اللازم لتكوينهم وتدريبهم وحل مشكلاتهم، مما يجسد تكامل القطاعات الأزهرية في خدمة الطالب الوافد. هذه الرعاية الشاملة تأتي في إطار حماية وعي الطلاب من الانحراف نحو التطرف، وتحصينهم من الاختراقات الفكرية سواء في الفضاء الإلكتروني أو الواقع.
العناية الشاملة بالطلاب الوافدين
تتجسد العناية الشاملة التي يقدمها الأزهر الشريف للطلاب الوافدين في عدة جوانب. فمن الناحية العلمية، يوفر الأزهر مناهج تعليمية متكاملة تعتمد على المنهج الوسطي المعتدل، الذي يوازن بين الأصالة والمعاصرة. كما يحرص على توفير بيئة تعليمية محفزة تشجع على البحث والابتكار، وتنمية القدرات الفكرية والإبداعية للطلاب. بالإضافة إلى ذلك، يقدم الأزهر برامج تدريبية متنوعة تهدف إلى تطوير مهارات الطلاب في مختلف المجالات، وإعدادهم لمواجهة تحديات العصر. ومن الناحية المعيشية، يوفر الأزهر للطلاب الوافدين السكن المناسب، والرعاية الصحية، والمساعدات المالية، وغيرها من الخدمات التي تساعدهم على التغلب على الصعوبات المعيشية، والتفرغ للدراسة والتحصيل العلمي.
تحصين الوعي من التطرف والانحراف
يولي الأزهر الشريف اهتمامًا خاصًا بتحصين وعي الطلاب الوافدين من التطرف والانحراف، وذلك من خلال عدة آليات. أولاً، يحرص على تقديم برامج توعية مكثفة تهدف إلى تعريف الطلاب بمخاطر التطرف والإرهاب، وتفنيد الشبهات التي يروج لها المتطرفون. ثانيًا، يعمل على تعزيز قيم التسامح والاعتدال والحوار بين الثقافات، من خلال تنظيم الفعاليات والندوات والمؤتمرات التي تجمع الطلاب من مختلف الجنسيات والخلفيات الثقافية. ثالثًا، يحرص على توفير بيئة آمنة ومستقرة للطلاب، تحميهم من التأثيرات السلبية للفضاء الإلكتروني والواقع، وتشجعهم على التفكير النقدي والتحليل الموضوعي.
دور الأزهر في حماية الوعي محليًا وعالميًا
في ظل التحديات التي يشهدها العالم، يضطلع الأزهر الشريف بدور محوري في حماية الوعي محليًا وعالميًا من مداخلات الإرهاب واستقطابات التطرف. يعتبر الأزهر قلب مصر النابض وقلعتها المقننة لكل طرح فكري أو علمي، حيث يسعى إلى نشر ثقافة الاعتدال والتسامح، وترسيخ قيم المواطنة والتعايش السلمي. يقوم الأزهر بنسج حروف الاعتدال ورسم صورة الدين الإسلامي الحنيف بإبداع يمحو عنه الشبهة ويدفع عنه الفرية، وذلك من خلال إصدار الفتاوى الرشيدة، وتنظيم المؤتمرات والندوات العالمية، وإعداد البرامج التعليمية والإعلامية التي تهدف إلى تصحيح المفاهيم المغلوطة عن الإسلام، وتبيان سماحته ويسره.
الأزهر منارة الوسطية والاعتدال
يظل الأزهر الشريف منارة للوسطية والاعتدال، وملاذًا آمنًا للطلاب الوافدين من جميع أنحاء العالم. يسعى الأزهر دائمًا إلى تقديم أفضل الخدمات التعليمية والمعيشية لطلابه، وتوفير بيئة محفزة للإبداع والابتكار، وتحصين وعيهم من التطرف والانحراف. إن الدور الذي يضطلع به الأزهر في حماية الوعي محليًا وعالميًا هو دور حيوي ومؤثر، ويساهم في بناء مجتمعات آمنة ومستقرة، تنعم بالسلام والازدهار. من خلال منهجه الوسطي المعتدل، وعنايته الشاملة بالطلاب الوافدين، وجهوده الدؤوبة في نشر ثقافة التسامح والاعتدال، يظل الأزهر الشريف صرحًا شامخًا، يضيء دروب الهداية، ويهدي إلى سواء السبيل.