في متابعة دقيقة ومستمرة لأعمال تصحيح امتحانات الشهادة الثانوية الأزهرية، قام فضيلة وكيل الأزهر الشريف، محمد الضويني، والشيخ أيمن عبدالغني، رئيس قطاع المعاهد الأزهرية، بعقد لقاء موسع مع رؤساء المناطق الأزهرية ورؤساء مراكز التصحيح المنتشرة في أنحاء الجمهورية. اللقاء هدف إلى التأكيد على أهمية الالتزام بالضوابط والمعايير الموضوعة لعملية التصحيح، وضمان تحقيق أعلى مستويات الدقة والنزاهة والعدالة في تقييم أداء الطلاب. يأتي هذا في إطار حرص مؤسسة الأزهر الشريف على مستقبل أبنائها الطلاب، وتوفير بيئة تقييم عادلة ومنصفة تعكس جهودهم طوال العام الدراسي. توزيع مراكز التصحيح على مستوى الجمهورية يهدف إلى تسهيل العملية وضمان وصول المصححين إلى أوراق الإجابة في أقصر وقت ممكن.

 

توجيهات مشددة من وكيل الأزهر ورئيس قطاع المعاهد

أكد وكيل الأزهر الشريف، محمد الضويني، خلال اللقاء على أن أعمال التصحيح هي أمانة عظيمة تتعلق بمستقبل الطلاب، مشيراً إلى أن الأزهر الشريف لطالما عُرف بمنهجه القائم على العدل والإنصاف. وشدد على ضرورة الالتزام الكامل بالتعليمات الصادرة من قطاع المعاهد الأزهرية، معتبراً أن كل ورقة إجابة تمثل مصير طالب بذل جهداً كبيراً طوال العام الدراسي. كما دعا إلى الالتزام بضوابط الحضور والانصراف، وأكد على الثقة في قدرة المصححين على الحفاظ على سرية العمل وعدم تسريب أي معلومات تتعلق بعمليات التصحيح. من جانبه، أكد الشيخ أيمن عبدالغني، رئيس قطاع المعاهد الأزهرية، أن عملية التصحيح لا تقل أهمية عن الامتحانات نفسها، فهي ركيزة أساسية لضمان العدالة والشفافية، داعياً الجميع إلى الإخلاص والإتقان في أداء هذه المهمة الوطنية والدينية. التركيز على العدل والإنصاف يعكس التزام الأزهر الشريف بتقديم أفضل الفرص لجميع الطلاب.

 

أهم التوصيات للعاملين في مراكز التصحيح

وجه رئيس قطاع المعاهد الأزهرية عدة توصيات للعاملين في مراكز التصحيح، من أبرزها الالتزام الحرفي بنموذج الإجابة فيما يتعلق بالأسئلة الموضوعية، والاسترشاد بنموذج الإجابة في الأسئلة المقالية مع مراعاة تنوع أساليب الطلاب في التعبير ومنح الدرجات كاملة لكل إجابة تعكس الفهم الصحيح. كما أكد على ضرورة الحفاظ على سرية العمل والانضباط الكامل، وتغليب روح التعاون بين المصححين والمراجعين والمقدرين، والالتزام بتعليمات التقدير والمراجعة بدقة. هذه التوصيات تهدف إلى توحيد معايير التصحيح وضمان حصول كل طالب على حقه كاملاً. الاسترشاد بنموذج الإجابة مع مراعاة الفهم الصحيح للطالب يضمن تقييمًا شاملاً وعادلاً.

 

الأخطاء التي تعرض المصححين للمسائلة القانونية

حدد قطاع المعاهد الأزهرية عدداً من الأخطاء التي قد تعرض المصححين والمراجعين للمسائلة القانونية، مثل ترك جزئيات من السؤال دون تصحيح، أو وجود اختلاف بين درجة السؤال الداخلية والدرجة المنقولة على غلاف البوكليت، أو تجميع جزئيات السؤال بشكل خاطئ، أو إعطاء المقدر نصف الدرجة ظلماً على إجابة صحيحة ومطابقة للنموذج، أو اعتبار الإجابة الصحيحة غير المطابقة للنموذج خاطئة وعدم منحها الدرجات. كما تشمل الأخطاء المؤدية للمسائلة القانونية وجود إجابات في المسودات لم يتم البحث عنها من قبل المقدر والمراجع، وحذف درجات السؤال الإجباري خطأ. هذه الإجراءات تهدف إلى ضمان أعلى مستويات الدقة والنزاهة في عملية التصحيح وحماية حقوق الطلاب. تحديد الأخطاء المحتملة يساهم في تقليلها وضمان جودة عملية التصحيح.

 

إحصائيات هامة حول امتحانات الثانوية الأزهرية

بلغ عدد الطلاب المتقدمين لامتحانات الشهادة الثانوية الأزهرية هذا العام 173,808 طالبًا وطالبة، موزعين على 577 لجنة في جميع محافظات الجمهورية، منهم 73,094 طالبًا وطالبة بالقسم العلمي، و100,714 بالقسم الأدبي، بواقع 60,147 طالبًا و40,567 طالبة. هذه الأرقام تعكس حجم المسؤولية الملقاة على عاتق القائمين على عملية التصحيح، وأهمية بذل أقصى الجهود لضمان حصول كل طالب على التقييم العادل الذي يستحقه. هذا العام شهد إقبالاً كبيراً على امتحانات الثانوية الأزهرية، مما يؤكد على مكانة التعليم الأزهري في المجتمع.