تشهد مصر طفرة نوعية في مجال الطاقة المتجددة، حيث بلغت القدرات المركبة الإجمالية 7.7 جيجاوات. ويأتي هذا التوسع في إطار استراتيجية الدولة الطموحة لزيادة الاعتماد على مصادر الطاقة النظيفة وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري. وتتوزع هذه القدرات المركبة بين طاقة الرياح والطاقة الشمسية والطاقة المائية، مما يعكس تنوع مصادر الطاقة المتجددة في مصر. تمثل طاقة الرياح 28% من إجمالي القدرات المتجددة، أي ما يعادل 2.2 جيجاوات، مما يوضح الأهمية المتزايدة لطاقة الرياح كمصدر رئيسي للطاقة النظيفة في البلاد. وتشارك الطاقة الشمسية بنسبة 36%، لتتجاوز قدراتها 2.8 جيجاوات، مما يؤكد على الإمكانيات الهائلة التي تتمتع بها مصر في مجال الطاقة الشمسية نظراً لموقعها الجغرافي المتميز وارتفاع معدلات الإشعاع الشمسي. في حين تشارك الطاقة المائية بقدرات إجمالية تصل إلى 2.8 جيجاوات بنسبة 36%. وقد خصصت الدولة أكثر من 42 ألف كيلومتر مربع لاستيعاب مشروعات الطاقة المتجددة، سواء لأغراض انتاج الكهرباء أو لإنتاج الهيدروجين الأخضر ومشتقاته، سواء للسوق المحلى أو للتصدير للخارج، مما يعكس التزام الدولة بتوفير البنية التحتية اللازمة لدعم نمو قطاع الطاقة المتجددة.
تطورات مشروعات طاقة الرياح في عام 2024
شهد عام 2024 تقدماً كبيراً في مشروعات طاقة الرياح في مصر، حيث تم الاستفادة من المواقع الاستراتيجية التي تتمتع بسرعات رياح عالية، خاصة في منطقة خليج السويس. وقد بدء التشغيل التجارى لمحطة رياح مملوكة للهيئة بقدرة 252 ميجا وات في خليج السويس، مما يمثل إضافة قوية إلى القدرات الإنتاجية من طاقة الرياح. وكذلك دخول المرحلة الأولى من مشروع محطة البحر الأحمر لطاقة الرياح، المملوك لتحالف دولى، بقدرة 306 ميجا وات وذلك في منطقة خليج السويس أيضا. تؤكد هذه المشروعات على جاذبية مصر للاستثمارات الأجنبية في قطاع الطاقة المتجددة، وقدرتها على جذب التكنولوجيا الحديثة والخبرات العالمية.
تعزيز مكانة مصر في مجال الطاقة الشمسية وتخزين الطاقة
واصلت مصر خلال عام 2024 تعزيز مكانتها كواحدة من الدول الرائدة في مجال الطاقة الشمسية، حيث تم بدء تشغيل محطتى أكوا باور وآبيدوس- 1 بإجمالى قدرات 700 ميجا وات وقدرة بطاريات تبلغ حوالى 300 ميجا وات/ ساعة. ويعكس ذلك الاهتمام المتزايد بتخزين الطاقة كعنصر أساسي في منظومة الطاقة المتجددة، لضمان استقرار الشبكة وتلبية الطلب المتزايد على الكهرباء. وتعزز مصر من قدراتها في تخزين الكهرباء بما يتسق مع استراتيجية 2024 تم توقيع اتفاقية مشروع إنشاء محطتى تخزين طاقة بقدرة 1500 ميجا وات، لتحقيق أقصى استفادة ممكنة من الطاقات المتجددة وضمان اتزان واستقرار الشبكة الموحدة خلال فترة الذروة بهدف خفض استهلاك الوقود التقليدى. وتعد هذه المشروعات خطوة هامة نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي من الطاقة وتقليل الانبعاثات الكربونية.
الاستراتيجية الوطنية للهيدروجين منخفض الكربون
أعلنت الحكومة المصرية "الاستراتيجية الوطنية للهيدروجين منخفض الكربون" في أغسطس 2024 والتي تهدف إلى تعزيز إنتاج الهيدروجين منخفض الكربون باستخدام موارد الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح. تسعى الاستراتيجية إلى تحقيق أهداف التنمية المستدامة وزيادة مساهمة مصر في السوق العالمى للهيدروجين، حيث تستهدف من 5 إلى 8 % من سوق الهيدروجين العالمى. ويعكس ذلك رؤية مصر الطموحة لتصبح مركزاً إقليمياً لإنتاج وتصدير الهيدروجين الأخضر، والاستفادة من الإمكانيات الهائلة التي تتمتع بها في مجال الطاقة المتجددة. فى ذات السياق، أظهر حصاد العام الماضى ارتفاع عقود مشروعات الطاقة المتجددة لتصل إلى حوالى 17.3 جيجاوات فى طور الإنشاء والتطوير كان لطاقة الرياح النصيب الأكبر بنسبة 66%، تليها الطاقة الشمسية بنسبة 34 % إلى جانب أكثر من 1500 ميجا وات / ساعة بطاريات.
حصاد عام 2024 وأرقام الهيئة للطاقة الجديدة والمتجددة
أوضح التقرير السنوى لهيئة الطاقة الجديدة والمتجددة لعام 2024 أن إجمالى مشروعات الطاقة المتجددة التابعة للهيئة بلغت قدرتها 1590 ميجا وات باستثمارات بلغت 3.4 مليار جنيه تمكنت من خفض 2 مليون طن من ثانى أكسيد الكربون، بالإضافة إلى تحقيق أرباح بلغت 3.9 مليار جنيه، فيما بلغت إجمالى مشروعات القطاع الخاص خلال العام الماضى 2177 ميجا وات باستثمارات بلغت 3.6 مليار دولار علاوة على 18 ألفا و170 ميجا وات تحت الإنشاء والتطوير. تؤكد هذه الأرقام على الدور المحوري الذي تلعبه الهيئة في تطوير قطاع الطاقة المتجددة في مصر، وتحقيق التنمية المستدامة، وخفض الانبعاثات الكربونية.