كشفت وثائق جديدة عن معلومات مثيرة للجدل حول دور وكالة المخابرات المركزية (CIA) في قضية اغتيال الرئيس الأمريكي جون كينيدي، مما أعاد فتح النقاش حول ملابسات هذه القضية التي لا تزال تثير جدلاً واسعاً حتى اليوم. وقالت لونا إن هذه الوثائق تؤكد الكثير مما تكهن به الرأي العام، من أن الوكالة كانت تكذب على الشعب الأمريكي وأن هناك تسترًا ممنهجًا. هذه الادعاءات تلقي بظلال من الشك على الرواية الرسمية التي قدمتها لجنة وارن في عام 1964، والتي خلصت إلى أن لي هارفي أوزوالد تصرف بمفرده في اغتيال الرئيس كينيدي. الوثائق الجديدة، التي تم الكشف عنها بعد سنوات من المطالبات القانونية، تتضمن تفاصيل حول علاقة الوكالة بشخصيات رئيسية مرتبطة بالتحقيق في الاغتيال، وتحديدًا دور الضابط جوانديس في التعامل مع الجماعات الكوبية المنفية ودوره في عرقلة التحقيقات.
تكريم جوانديس ودوره المثير للجدل
أظهرت الوثائق أن وكالة المخابرات المركزية منحت جوانديس ميدالية تكريم على مسيرته المهنية في عام 1981، وذلك جزئيًا بسبب تعامله مع الجماعات الكوبية ودوره كحلقة وصل مع لجنة الاغتيالات بمجلس النواب. يرى الباحثون أن جوانديس عرقل عمل اللجنة عندما تعمقت أكثر في ملفات الوكالة. وأشار التكريم إلى تعيينه نائبًا لرئيس فرع الحرب النفسية في ميامي عام 1962، وأشاد بأدائه في التعامل مع جماعات الطلاب والمعلمين المنفيين. هذا التكريم، الذي يأتي في سياق التحقيقات الجارية حول اغتيال كينيدي، يثير تساؤلات حول دوافع الوكالة في تكريم شخصية لعبت دورًا محوريًا في التعامل مع الجماعات الكوبية، والتي كانت لها دوافع قوية لمعارضة الرئيس كينيدي. كما أن دوره في لجنة الاغتيالات يثير الشكوك حول ما إذا كان قد سعى إلى حماية مصالح الوكالة على حساب كشف الحقيقة.
جيفرسون مولى: المعلومات الجديدة إنجاز
يعتبر جيفرسون مولى، الباحث في ملفات كينيدي والصحفي السابق في واشنطن بوست، والذي قاضى وكالة المخابرات المركزية للكشف عن ملفات الاغتيال في عام 2003، أن هذه المعلومات الجديدة تعد إنجازًا كبيرًا، ويتوقع المزيد من الاكتشافات في المستقبل. ويؤكد مولى أن عبء الدليل قد تحول، وأن هناك قصة كانت مخفية وتم تجنبها، وتحتاج الآن إلى استكشاف شامل. ويطالب الحكومة بتقديم تفسيرات واضحة حول هذه المعلومات الجديدة، والكشف عن جميع الحقائق المتعلقة باغتيال الرئيس كينيدي. تصريحات مولى تعكس الإصرار المتزايد على كشف الحقيقة الكاملة حول هذه القضية، وتؤكد أن الوثائق الجديدة تمثل خطوة مهمة نحو تحقيق هذا الهدف.
واشنطن بوست: لا دليل على تورط الوكالة في الاغتيال
على الرغم من هذه التطورات، أشارت صحيفة واشنطن بوست إلى أنه لا يوجد في أي من الملفات ما يشير إلى تورط وكالة المخابرات المركزية في اغتيال كينيدي. وتذكر الصحيفة بتقرير لجنة وارن في عام 1964، الذي خلص إلى أن أوزوالد تصرف بمفرده. ومع ذلك، فإن هذه التصريحات لا تقلل من أهمية الوثائق الجديدة، التي تثير تساؤلات حول شفافية الوكالة ودورها في التحقيقات التي أعقبت الاغتيال. حتى لو لم تكن هناك أدلة قاطعة على تورط الوكالة بشكل مباشر، فإن المعلومات الجديدة تثير الشكوك حول ما إذا كانت الوكالة قد أخفت معلومات مهمة أو عرقلت التحقيقات بطريقة ما.
لجنة مجلس النواب والتحقيق في المؤامرة المحتملة
في عام 1976، أنشأ مجلس النواب لجنة مختارة للتحقيق في اغتيال كل من كينيدي ومارتن لوثر كينج. وخلصت اللجنة إلى أن أوزوالد عمل كجزء من مؤامرة محتملة، لكنها لم تستطع تحديد من شارك أيضًا في تلك المؤامرة. هذا الاستنتاج، الذي جاء بعد سنوات من التحقيقات، يؤكد أن قضية اغتيال كينيدي لا تزال مفتوحة، وأن هناك حاجة إلى مزيد من التحقيقات لكشف الحقيقة الكاملة. الوثائق الجديدة، التي تم الكشف عنها مؤخرًا، قد تقدم أدلة جديدة تساعد في تحديد هوية المتآمرين المحتملين وتوضيح ملابسات الاغتيال.