أفادت مصادر إخبارية فلسطينية اليوم الأحد، الموافق 13 يوليو 2025، عن استشهاد 10 فلسطينيين وإصابة العشرات جراء قصف نفذه طيران الاحتلال الإسرائيلي على مناطق متفرقة في مدينة غزة وخان يونس جنوب قطاع غزة. يأتي هذا التصعيد في ظل توترات مستمرة تشهدها الأراضي الفلسطينية المحتلة، وتصاعد وتيرة العمليات العسكرية الإسرائيلية في القطاع. وقد أثارت هذه الأحداث موجة من الغضب والاستنكار على المستويين المحلي والدولي، مع تزايد الدعوات إلى وقف فوري لهذه الاعتداءات وحماية المدنيين الفلسطينيين.
تفاصيل القصف في خان يونس وغزة
أكدت مصادر طبية فلسطينية استشهاد 5 فلسطينيين وإصابة 20 آخرين بجروح متفاوتة الخطورة، نتيجة قصف نفذته طائرة مسيرة تابعة للاحتلال استهدف مجموعة من المواطنين في منطقة مواصي خان يونس جنوب قطاع غزة. وتعتبر منطقة المواصي منطقة زراعية مكتظة بالسكان، وتضم العديد من العائلات التي تعتمد على الزراعة كمصدر رزق أساسي. وقد تسبب القصف في حالة من الذعر والخوف بين السكان، الذين سارعوا إلى البحث عن أماكن آمنة للاحتماء بها. وفي مدينة غزة، أفاد مصدر طبي في مستشفى الشفاء بوصول 3 شهداء وعدد من المصابين إلى المستشفى بعد قصف طيران الاحتلال خيام نازحين في منطقة الفيروز شمال غرب المدينة. وتعتبر منطقة الفيروز من المناطق التي تستقبل أعداداً كبيرة من النازحين الذين فروا من منازلهم بسبب القصف الإسرائيلي المتواصل. كما استشهد فلسطينيان آخران إثر استهداف طائرات الاحتلال مجموعة من المواطنين بالقرب من مفترق السنافور في حي التفاح شمال شرق مدينة غزة. وتعتبر هذه الأحياء من الأحياء الأكثر كثافة سكانية في مدينة غزة، وقد شهدت في السابق العديد من العمليات العسكرية الإسرائيلية.
إصابات في خان يونس وأعمال تجريف في طوباس
بالإضافة إلى القصف الجوي، أفادت مصادر محلية بإصابة 5 فلسطينيين بعد إطلاق دبابات الاحتلال النار عليهم جنوب منطقة المسلخ غرب خان يونس جنوب قطاع غزة، وذلك بالتزامن مع إطلاق كثيف للقذائف والرصاص ونيران من الطيران المروحي. وتعتبر منطقة المسلخ من المناطق الحدودية التي تشهد بشكل مستمر اشتباكات بين قوات الاحتلال والمقاومة الفلسطينية. وفي سياق منفصل، تواصل قوات الاحتلال - للأسبوع الثاني على التوالي - أعمال التجريف في أراضٍ تابعة لخربة ابزيق شمال محافظة طوباس، وذلك في إطار مساعٍ تهدف إلى شق طريق عسكري في المنطقة. وتعتبر هذه الأعمال انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني، وتأتي في إطار سياسة التوسع الاستيطاني التي تنتهجها إسرائيل في الأراضي الفلسطينية المحتلة. كما اعتقلت قوات الاحتلال صحفياً فلسطينياً من بلدة عقابا شمال طوباس، في خطوة تهدف إلى تكميم الأفواه ومنع الصحفيين من تغطية الأحداث الجارية في المنطقة.
تداعيات القصف وتصاعد التوتر
تسببت هذه الأحداث في تدهور الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، الذي يعاني أصلاً من حصار إسرائيلي خانق منذ سنوات. وقد أدت العمليات العسكرية الإسرائيلية المتواصلة إلى تفاقم الأوضاع المعيشية للسكان، وزيادة معدلات الفقر والبطالة. كما أدت إلى تدمير البنية التحتية، وتعطيل الخدمات الأساسية، مثل المياه والكهرباء والصحة. وفي ظل هذه الظروف الصعبة، تتزايد المخاوف من تفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع، وتدهور الأوضاع الأمنية. وقد حذرت العديد من المنظمات الدولية والإقليمية من خطورة الوضع، ودعت إلى ضرورة تقديم المساعدات الإنسانية العاجلة للسكان، ووقف العمليات العسكرية الإسرائيلية.
دعوات لوقف التصعيد وحماية المدنيين
أثارت هذه الأحداث موجة من الغضب والاستنكار على المستويين المحلي والدولي، مع تزايد الدعوات إلى وقف فوري لهذه الاعتداءات وحماية المدنيين الفلسطينيين. وقد أدانت العديد من الدول والمنظمات الدولية العمليات العسكرية الإسرائيلية، وطالبت إسرائيل بالالتزام بالقانون الدولي الإنساني، وحماية المدنيين. كما دعت إلى ضرورة استئناف المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، بهدف التوصل إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، يضمن حقوق الشعب الفلسطيني، ويحقق السلام والاستقرار في المنطقة. وتؤكد هذه الأحداث على الحاجة الملحة إلى تدخل دولي فوري لوقف التصعيد، وحماية المدنيين، والعمل على إيجاد حل سياسي عادل ودائم للقضية الفلسطينية.