في نبأ مأساوي هزّ الأوساط الإعلامية الفلسطينية والعربية، أعلنت وسائل إعلام فلسطينية عن استشهاد الصحفي حسام صالح العدلوني وزوجته وأطفاله الثلاثة، جراء قصف إسرائيلي استهدف خيمة كانوا يقيمون بها في منطقة القرارة شمال مدينة خان يونس بقطاع غزة. يأتي هذا الحادث المروع في ظل تصاعد وتيرة العنف والاعتداءات الإسرائيلية على قطاع غزة، والتي طالت بشكل مباشر المدنيين والصحفيين على حد سواء. إن استهداف الصحفيين، الذين يقومون بدور حيوي في نقل الحقيقة وتغطية الأحداث، يعتبر انتهاكًا صارخًا لحرية الصحافة والقوانين الدولية التي تحمي المدنيين في أوقات النزاع.
وباستشهاد العدلوني وعائلته، يرتفع عدد الشهداء الصحفيين في قطاع غزة إلى 230 شهيدًا منذ بدء حرب الإبادة الإسرائيلية المزعومة. هذا الرقم المفجع يعكس حجم المخاطر التي يواجهها الصحفيون الفلسطينيون أثناء قيامهم بواجبهم المهني في تغطية الأحداث الميدانية. إن استهداف الصحفيين بشكل ممنهج يهدف إلى تكميم الأفواه ومنع نقل الصورة الحقيقية لما يجري في غزة إلى العالم الخارجي. يجب على المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤولياته في حماية الصحفيين وضمان سلامتهم، ومحاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم.
ووفقًا لوزارة الصحة الفلسطينية، ارتفعت حصيلة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 58,026 شهيدًا و138,520 مصابًا منذ 7 أكتوبر 2023. هذه الأرقام المروعة تعكس حجم الكارثة الإنسانية التي يعيشها سكان قطاع غزة، والذين يعانون من نقص حاد في الغذاء والدواء والمياه النظيفة، بالإضافة إلى تدمير البنية التحتية والمنازل والمستشفيات. إن الوضع الإنساني في غزة يتدهور بشكل مطرد، ويتطلب تدخلًا عاجلًا من المجتمع الدولي لتقديم المساعدات الإنسانية والإغاثية، والضغط على إسرائيل لوقف عدوانها ورفع الحصار عن القطاع.
أشارت وزارة الصحة الفلسطينية إلى أن من بين الحصيلة الإجمالية للضحايا، هناك 7,450 شهيدًا و26,479 مصابًا سقطوا منذ 18 مارس الماضي، أي منذ استئناف الاحتلال عدوانه على القطاع عقب اتفاق وقف إطلاق النار. هذا يؤكد أن إسرائيل تواصل انتهاكها للهدنة واستمرارها في استهداف المدنيين والبنية التحتية في غزة. كما لفتت الوزارة إلى أن حصيلة شهداء "المساعدات" الذين وصلوا إلى المستشفيات خلال الساعات الـ 24 الماضية بلغت 28 شهيدًا وأكثر من 180 مصابًا، ليرتفع إجمالي شهداء لقمة العيش ممن وصلوا إلى المستشفيات إلى 833 شهيدًا وأكثر من 5,400 مصابًا. هذا يعكس حجم المعاناة التي يعيشها سكان غزة في الحصول على الغذاء والمساعدات الإنسانية، وتعرضهم للخطر أثناء محاولتهم تأمين لقمة العيش لأطفالهم.
وفي ختام البيان، أوضحت وزارة الصحة الفلسطينية أنه وصل إلى مستشفيات قطاع غزة 139 شهيدًا منهم (5 شهداء انتشال) و425 مصابًا خلال الساعات الـ 24 الماضية، مشيرة إلى أن عددًا من الضحايا لا يزال تحت الركام وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والإنقاذ الوصول إليهم بسبب استمرار القصف الإسرائيلي. إن هذه المعطيات المأساوية تؤكد أن الوضع في غزة يتطلب تحركًا دوليًا فوريًا لوقف العدوان الإسرائيلي وحماية المدنيين، وتقديم المساعدات الإنسانية والإغاثية العاجلة لإنقاذ حياة الآلاف من السكان المحاصرين. يجب على المجتمع الدولي أن يضغط على إسرائيل لرفع الحصار عن غزة والسماح بدخول المساعدات الإنسانية بشكل كامل ودون قيود، وتمكين طواقم الإسعاف والإنقاذ من الوصول إلى الضحايا وتقديم الرعاية الطبية اللازمة لهم.