حذر مستشفى الحلو في مدينة غزة، اليوم السبت، الموافق 12 يوليو 2025، من تداعيات كارثية على الوضع الصحي المتردي بالفعل في القطاع، وذلك جراء النقص الحاد في الوقود وتفاقم أزمة الكهرباء. وأشار المستشفى إلى المأساة التي يتعرض لها الأطفال الخدج داخل أقسام الحضانات، والتحديات الكبيرة التي تعصف بمصيرهم في ظل هذه الظروف الصعبة. يأتي هذا التحذير في ظل استمرار الأوضاع الإنسانية الصعبة التي يعيشها قطاع غزة، والتي تتفاقم يوماً بعد يوم بسبب الحصار ونقص الإمدادات الأساسية، بما في ذلك الوقود اللازم لتشغيل المستشفيات والمرافق الحيوية.

 

وقال أحد المسؤولين داخل المستشفى - في تصريح خاص لقناة (القاهرة الإخبارية) - إن "تفاقم أزمة الوقود دفعت الأطباء داخل المستشفى إلى زيادة أعداد الأطفال الخدج في كل حضانة في محاولة يائسة لإبقاء حديثي الولادة على قيد الحياة لأطول فترة ممكنة". وأضاف المسؤول أن هذا الإجراء، على الرغم من ضرورته في ظل الظروف الراهنة، يحمل في طياته مخاطر جسيمة على صحة الأطفال الخدج، حيث أن تكدسهم في حضانة واحدة يزيد من احتمالية انتشار العدوى بينهم، ويجعل من الصعب توفير الرعاية الصحية اللازمة لكل طفل على حدة. وأكد المسؤول على أن المستشفى يبذل قصارى جهده لتوفير أفضل رعاية ممكنة للأطفال الخدج، ولكن الإمكانيات المتاحة محدودة للغاية في ظل النقص الحاد في الوقود والموارد الأخرى.

 

وأوضح المسؤول الفلسطيني أن تكدس الأطفال في حضانة واحدة يعرض حياتهم لخطر الإصابة بالعدوى، كما يجعل من الصعب تقديم جميع الخدمات الصحية لهم. فالأطفال الخدج يحتاجون إلى رعاية خاصة ومراقبة دقيقة على مدار الساعة، ولكن مع زيادة أعدادهم في كل حضانة، يصبح من الصعب على الطاقم الطبي توفير هذه الرعاية بالشكل الأمثل. وأشار المسؤول إلى أن المستشفى يعاني أيضاً من نقص في الأدوية والمستلزمات الطبية اللازمة لعلاج الأطفال الخدج، مما يزيد من التحديات التي تواجه الطاقم الطبي في الحفاظ على حياتهم. وأكد المسؤول على أن الوضع في المستشفى أصبح كارثياً، وأن هناك حاجة ماسة إلى تدخل عاجل من المجتمع الدولي لتوفير الوقود والموارد الأخرى اللازمة لإنقاذ حياة الأطفال الخدج والمرضى الآخرين.

 

يأتي هذا التصريح في الوقت الذي حذرت فيه وزارة الصحة في غزة من أن ما تبقى من وحدات العناية المركزة وغرف العمليات مهدد بالتوقف التام جراء نقص الوقود. وأكدت الوزارة أن توقف هذه الوحدات الحيوية سيعرض حياة العديد من المرضى للخطر، بمن فيهم الأطفال وكبار السن والمرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة. ودعت الوزارة المجتمع الدولي إلى التدخل الفوري لتوفير الوقود والموارد الأخرى اللازمة لتشغيل المستشفيات والمرافق الصحية في قطاع غزة، محذرة من أن الوضع الإنساني في القطاع يتدهور بسرعة، وأن هناك حاجة إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لمنع وقوع كارثة إنسانية.

 

في سياق متصل، طالبت هيئة عائلات المحتجزين الإسرائيليين في غزة، بضرورة التوصل لصفقة تبادل لإعادة الأسرى المحتجزين. وتأتي هذه المطالب في ظل تصاعد المخاوف بشأن مصير الأسرى المحتجزين في غزة، وتدهور الأوضاع الإنسانية في القطاع. وتدعو الهيئة إلى ضرورة إعطاء الأولوية لإنقاذ حياة الأسرى المحتجزين، والعمل على إطلاق سراحهم في أقرب وقت ممكن. وتؤكد الهيئة على أن التوصل إلى صفقة تبادل هو الحل الأمثل لإنهاء هذه القضية الإنسانية، وإعادة الأسرى إلى عائلاتهم.