أصدرت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) بيانًا عاجلًا تعرب فيه عن قلقها البالغ إزاء تدهور الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة. وأكدت الوكالة في بيانها على وجود "زيادة ملحوظة في عدد حالات سوء التغذية"، خاصة بين الأطفال والفئات الأكثر ضعفًا، وذلك منذ بدء الحصار الإسرائيلي المشدد على غزة في شهر مارس الماضي. هذا الارتفاع المقلق في حالات سوء التغذية يمثل ناقوس خطر ينذر بتفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع المحاصر، ويستدعي تحركًا دوليًا فوريًا لإنقاذ حياة الآلاف من السكان المدنيين.

 

تشير الأونروا إلى أن القيود المفروضة على دخول المساعدات الإنسانية، بما في ذلك الغذاء والأدوية، هي السبب الرئيسي في تفاقم الأوضاع الصحية والمعيشية للسكان. هذه القيود تجعل من الصعب للغاية على الوكالة والمنظمات الإنسانية الأخرى الوصول إلى المحتاجين وتقديم المساعدة اللازمة. إن نقص الغذاء والدواء يؤدي إلى تدهور الحالة الصحية العامة للسكان، ويزيد من خطر انتشار الأمراض، ويؤدي إلى ارتفاع معدلات سوء التغذية، خاصة بين الأطفال الذين هم أكثر عرضة للخطر. إن استمرار هذه القيود يعتبر انتهاكًا للقانون الدولي الإنساني، ويجب على المجتمع الدولي الضغط على إسرائيل لرفع هذه القيود والسماح بدخول المساعدات الإنسانية بشكل كامل ودون عوائق.

ودعت الأونروا المجتمع الدولي إلى "التحرك العاجل لضمان وصول الإمدادات الحيوية وإنهاء المعاناة المتفاقمة".

 

إن الوضع الإنساني في غزة يتطلب استجابة دولية قوية ومنسقة لتقديم المساعدة العاجلة للمحتاجين، وضمان حصولهم على الغذاء والدواء والمياه النظيفة والمأوى. كما دعت الوكالة إلى ضرورة إنهاء الحصار الإسرائيلي المفروض على غزة، والذي يعتبر السبب الرئيسي في تدهور الأوضاع الإنسانية في القطاع. إن إنهاء الحصار سيمكن السكان من الحصول على احتياجاتهم الأساسية، وسيعيد الأمل إلى قلوبهم، وسيساعد في بناء مستقبل أفضل لهم ولأطفالهم.

وحذرت الوكالة من أن استمرار هذا الوضع ينذر بكارثة إنسانية وشيكة، في ظل انهيار شبه كامل للبنية الصحية وارتفاع معدلات الفقر وسوء التغذية، خاصة بين الأطفال والنساء. إن النظام الصحي في غزة يعاني من نقص حاد في الأدوية والمعدات الطبية، ويعاني من ضغط هائل بسبب ارتفاع عدد المرضى. كما أن معدلات الفقر والبطالة في غزة مرتفعة للغاية، مما يجعل من الصعب على السكان توفير احتياجاتهم الأساسية. إن استمرار هذا الوضع سيؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية، وقد يؤدي إلى كارثة إنسانية واسعة النطاق.

 

في الختام، يجب على المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤوليته تجاه الشعب الفلسطيني في غزة، وأن يعمل على إنهاء معاناته. يجب على الدول والمنظمات الدولية أن تقدم المساعدة العاجلة للمحتاجين، وأن تضغط على إسرائيل لرفع الحصار والسماح بدخول المساعدات الإنسانية بشكل كامل ودون عوائق. كما يجب على المجتمع الدولي أن يعمل على إيجاد حل سياسي عادل ودائم للقضية الفلسطينية، يضمن حقوق الشعب الفلسطيني في الحرية والكرامة والعيش الكريم.