في تطورات متسارعة، أفادت مصادر إعلامية مطلعة بأن حركة حماس أبلغت دولة قطر برد إيجابي على المقترح المحدث لوقف إطلاق النار وصفقة تبادل الأسرى.
يأتي هذا الإعلان وسط ترقب حذر، حيث لم تصدر حركة حماس حتى الآن أي بيان رسمي يؤكد مضمون الرد أو الشروط التي وضعتها. ومع ذلك، تشير التقارير إلى أن الإعلان الرسمي قد يتم خلال الساعات القليلة القادمة. هذه التطورات تأتي في ظل ضغوط دولية وإقليمية متزايدة لإنهاء الصراع الدائر، وتخفيف المعاناة الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة.
المفاوضات الحالية تعتبر حاسمة، وقد تحدد مسار الأحداث في المنطقة خلال الفترة المقبلة. التوصل إلى اتفاق يمثل فرصة لتهدئة الأوضاع، وفتح الباب أمام حلول سياسية شاملة تضمن الأمن والاستقرار للجميع.
تزامنت هذه التطورات مع اجتماع حاسم للمجلس الوزاري المصغر الإسرائيلي (الكابينت) مساء أمس، حيث تمت مناقشة عدة سيناريوهات محتملة. من بين هذه السيناريوهات، التوصل إلى اتفاق إقليمي شامل ينهي الحرب بشكل كامل، أو الذهاب إلى تسوية مؤقتة جزئية في حال تعثرت المفاوضات الجارية.
الاجتماع كان حاسما، حيث تم استعراض كافة الخيارات المتاحة، وتقييم المخاطر والفرص المرتبطة بكل سيناريو. التسريبات الإعلامية أشارت إلى مقترح يتضمن وقفا لإطلاق النار لمدة 60 يوما، مع الإفراج عن 10 أسرى أحياء و18 جثة، إلا أن التفاصيل النهائية لهذا المقترح لم يتم تأكيدها بشكل رسمي حتى الآن. يبقى السؤال المطروح هو: هل سيتمكن الطرفان من تجاوز العقبات الحالية والتوصل إلى اتفاق يرضي جميع الأطراف؟
في سياق متصل، نقل مسؤولون إسرائيليون كبار عن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تأكيده على تصميمه على التوصل إلى اتفاق بأي ثمن، معتبرا أن الفرصة السياسية الراهنة "لا تتكرر"، حسب تعبيره في محادثات مغلقة. هذا التصريح يعكس إدراك نتنياهو لأهمية اللحظة الراهنة، وضرورة استغلالها لتحقيق مكاسب سياسية وأمنية لإسرائيل. من جهة أخرى، أكد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، العميد إيفي دوفيرين، أن العملية العسكرية "عربات جدعون" توشك على تحقيق أهدافها الحالية، مشيرا إلى أن القيادة العسكرية ستعرض على المستوى السياسي عدة خيارات للمرحلة التالية، وأن الجيش سيتصرف وفقا لما يتم إقراره. هذا الإعلان يثير تساؤلات حول طبيعة المرحلة القادمة، وما إذا كانت ستشهد تصعيدا عسكريا أم تركيزا على الحلول الدبلوماسية.
تتزايد الأصوات داخل إسرائيل المطالبة بوقف الحرب، وسط تراجع الحاضنة الشعبية لاستمرار القتال، ومخاوف من التورط في استنزاف طويل الأمد. هذه الضغوط الداخلية تمثل تحديا كبيرا لحكومة نتنياهو، وتزيد من صعوبة اتخاذ قرارات حاسمة بشأن مستقبل الصراع. بالإضافة إلى ذلك، تتصاعد المخاوف من تداعيات الحرب على الاقتصاد الإسرائيلي، وعلى صورة إسرائيل في المجتمع الدولي. الرأي العام الإسرائيلي منقسم بشدة حول استراتيجية الحكومة في التعامل مع الأزمة، مما يزيد من حالة عدم اليقين بشأن مستقبل الصراع.
بحسب تقارير صحفية، فإن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يرغب في الإعلان عن التوصل إلى اتفاق خلال لقائه مع نتنياهو في واشنطن يوم الاثنين المقبل، وهو ما يفسر الضغط المكثف الذي يمارسه على الجانبين، إضافة إلى دوره النشط في الضغط على قطر لتسهيل الصفقة. الدور الأمريكي حاسم في هذه المرحلة، حيث تسعى واشنطن إلى تحقيق إنجاز دبلوماسي قبل الانتخابات الرئاسية المقبلة. الضغط على قطر يعكس أهمية الدور الذي تلعبه الدوحة كوسيط رئيسي في المفاوضات بين حماس وإسرائيل. يبقى أن نرى ما إذا كانت هذه الجهود المكثفة ستؤدي إلى تحقيق انفراجة حقيقية في الأزمة، أم أننا سنشهد المزيد من التعقيدات والتأجيلات.