أعلن المهندس شريف الشربيني، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، عن حجم الاستثمارات الهائلة التي تم ضخها في قطاع المياه والصرف الصحي ومعالجة الصرف الصحي والزراعي خلال العقد الماضي، والتي بلغت 750 مليار جنيه. هذا الاستثمار الضخم يعكس اهتمام الدولة المصرية بتطوير البنية التحتية الأساسية وتحسين جودة حياة المواطنين، خاصة في ظل التحديات المتزايدة التي تواجه قطاع المياه على مستوى العالم. تعتبر هذه الاستثمارات ضرورية لمواجهة النمو السكاني المتزايد والتوسع العمراني السريع، مما يتطلب توفير موارد مائية مستدامة وضمان وصولها إلى جميع المناطق، مع الحفاظ على البيئة وتقليل التلوث الناتج عن الصرف الصحي.
تطورات ملحوظة في تغطية شبكات المياه والصرف الصحي
أوضح الوزير الشربيني، خلال لقائه مع الإعلامي أسامة كمال في برنامج مساء dmc، أن مشروع حياة كريمة الذي أطلقه الرئيس عبد الفتاح السيسي، كان له دور محوري في تحقيق طفرة نوعية في مجال تغطية القرى المصرية بشبكات المياه والصرف الصحي، بالإضافة إلى توفير الخدمات المجتمعية المتكاملة. وأشار إلى أن نسبة تغطية شبكات المياه النقية ارتفعت من 93.5% في عام 2014 إلى 99% حاليًا، وهو ما يعكس الجهود المبذولة لتوفير مياه شرب نظيفة وآمنة لجميع المواطنين. أما بالنسبة لتغطية الصرف الصحي في القرى، فقد شهدت قفزة هائلة من 12% فقط في عام 2014 إلى حوالي 65% في الوقت الحالي، وهو إنجاز كبير يساهم في تحسين الظروف الصحية والبيئية في المناطق الريفية. الهدف الطموح الذي تسعى إليه الحكومة هو تغطية جميع قرى مصر بشبكات الصرف الصحي بحلول نهاية المراحل الثلاث من مشروع حياة كريمة، مما سيحدث نقلة نوعية في حياة الملايين من المصريين.
مشروع حياة كريمة ودوره في تطوير البنية التحتية
لا يمكن إغفال الدور المحوري الذي يلعبه مشروع حياة كريمة في تطوير البنية التحتية في القرى المصرية، حيث يمثل هذا المشروع نقلة نوعية في حياة المواطنين في المناطق الريفية. فبالإضافة إلى مشروعات المياه والصرف الصحي، يشمل المشروع تطوير الطرق والمدارس والمستشفيات والمراكز الصحية، بالإضافة إلى توفير الخدمات الاجتماعية والثقافية والرياضية. يهدف مشروع حياة كريمة إلى تحقيق التنمية المستدامة والشاملة في القرى المصرية، من خلال تحسين مستوى المعيشة وتوفير فرص العمل وتعزيز المشاركة المجتمعية. يعتبر هذا المشروع بمثابة استثمار في مستقبل مصر، حيث يساهم في بناء مجتمع قوي ومتماسك وقادر على مواجهة التحديات.
أهمية الاستثمار في قطاع المياه والصرف الصحي
الاستثمار في قطاع المياه والصرف الصحي ليس مجرد إنفاق مالي، بل هو استثمار في صحة الإنسان والبيئة والاقتصاد. فالمياه النظيفة والصرف الصحي السليم يساهمان في الحد من انتشار الأمراض وتحسين الصحة العامة، مما يؤدي إلى زيادة الإنتاجية وتقليل الأعباء على النظام الصحي. كما أن معالجة الصرف الصحي وإعادة استخدام المياه المعالجة يساهمان في الحفاظ على الموارد المائية وتقليل التلوث، مما يحمي البيئة ويضمن استدامة الموارد للأجيال القادمة. بالإضافة إلى ذلك، يخلق الاستثمار في هذا القطاع فرص عمل جديدة ويساهم في تحفيز النمو الاقتصادي، حيث تتطلب هذه المشروعات توفير المواد الخام والمعدات والعمالة الفنية والإدارية.
مستقبل قطاع المياه والصرف الصحي في مصر
تتطلع مصر إلى مستقبل مشرق في قطاع المياه والصرف الصحي، من خلال الاستمرار في الاستثمار في تطوير البنية التحتية وتبني التكنولوجيا الحديثة وتطبيق أفضل الممارسات العالمية. تهدف الدولة إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي من المياه من خلال تنويع مصادر المياه وتعظيم الاستفادة من المياه المتاحة، بالإضافة إلى ترشيد استهلاك المياه وتوعية المواطنين بأهمية الحفاظ على هذه الثروة القيمة. كما تسعى مصر إلى أن تصبح مركزًا إقليميًا للخبرة في مجال المياه والصرف الصحي، من خلال تبادل الخبرات والمعرفة مع الدول الأخرى والتعاون في تطوير حلول مبتكرة للتحديات التي تواجه هذا القطاع. إن تحقيق هذه الأهداف يتطلب تضافر جهود جميع الجهات المعنية، من الحكومة والقطاع الخاص والمجتمع المدني، من أجل بناء مستقبل مستدام ومزدهر لمصر.