أعلنت وسائل إعلام إيرانية عن وفاة قائد مقر خاتم الأنبياء، علي شدماني، متأثرًا بجراح أصيب بها في هجوم نُسب إلى الكيان الصهيوني. تأتي هذه التطورات في ظل تصاعد التوترات الإقليمية، وتزايد المخاوف من تجدد الصراع بين إيران وإسرائيل، كما صرح بذلك الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب. وتزامنت هذه الأحداث مع دعوات دولية لتهدئة الأوضاع وإيجاد تسوية طويلة الأمد بشأن الملف الإيراني، حيث أكد وزير الخارجية الروسي على أهمية التوصل إلى حل يريح جميع الأطراف. من جانبه، أعلن الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، أن فرنسا تجري تحليلها الخاص للأضرار التي لحقت بالمنشآت الإيرانية النووية، مما يعكس القلق الدولي المتزايد بشأن برنامج إيران النووي.
تفاصيل الهجوم على مقر شدماني
قبل أيام، نقلت القناة الـ12 العبرية عن مصادر في جيش الاحتلال الإسرائيلي أن عملية استهداف شدماني قد نجحت بفضل الكشف المسبق عن المقر السري لجهاز الأمن الإيراني الذي تعرض للهجوم. هذه التصريحات الإسرائيلية، وإن لم يتم تأكيدها رسميًا، تشير إلى عمق الاختراق الاستخباراتي الإسرائيلي داخل إيران، وقدرة إسرائيل على الوصول إلى معلومات حساسة تتعلق بالقيادات الأمنية والعسكرية الإيرانية. وتأتي هذه العملية في سياق سلسلة من الهجمات المتبادلة بين إيران وإسرائيل، والتي تصاعدت حدتها في الأشهر الأخيرة، وشملت هجمات إلكترونية وتفجيرات واغتيالات، مما يزيد من احتمالات نشوب صراع أوسع في المنطقة.
ردود الفعل الإيرانية الداخلية والدولية
في ظل هذه التطورات، تصاعدت الأصوات داخل إيران المطالبة بالرد على الهجوم الإسرائيلي. وأكد الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، خلال اجتماع للحكومة، أن إيران لم تكن يومًا البادئة بالعدوان، لكنها لن تقف مكتوفة الأيدي في وجه أي تهديد لسيادتها وأمنها القومي. وشدد على ضرورة أن تكون القوات المسلحة الإيرانية على أتم الاستعداد والجهوزية لمواجهة أي عدوان محتمل. كما أشاد بزشكيان بالقوات المسلحة وقوات الأمن والحرس الثوري والجيش والتعبئة وسائر فئات الشعب، مؤكدًا أنهم رسموا صفحة جديدة من البطولة والتضامن والتلاحم في مواجهة التحديات الخارجية. وأكد أن الشعب الإيراني وقف صفًا واحدًا للدفاع عن سيادة وطنه، وفشل الكيان الصهيوني في محاولاته لإثارة الفوضى الداخلية.
الوحدة الوطنية في مواجهة التحديات
أكد الرئيس بزشكيان أن الأجهزة الاستخباراتية الأجنبية والمعادية حاولت إحداث فوضى داخلية عبر مختلف الأساليب، إلا أن الشعب الإيراني، إلى جانب القوات المسلحة والفنانين والوجوه البارزة والساسة، بل وحتى بعض السجناء والمعارضين للنظام، هبّوا جميعًا دفاعًا عن وحدة التراب الإيراني. وأشار إلى أن ما فعله الكيان الصهيوني جعل الإيرانيين يوقنون بأن من يدافع عن البلاد هو الشعب بأكمله، لا حزب أو أقلية أو فئة محددة، وأن كل شرائح الشعب، وحتى بعض الإيرانيين في الخارج، هبّوا للدفاع عن الوطن. ودعا إلى تجاوز النظرات الضيقة عند تعيين المدراء والمسؤولين، مؤكدًا أن الكفاءة والقدرة هما المعياران الأساسيان في اختيار الأشخاص.
فرصة لإعادة النظر في أسلوب الإدارة
اختتم بزشكيان بالتأكيد على أن هذه الحرب وما ولّدته من تضامن بين الشعب والمسؤولين تشكل فرصة لإعادة النظر في أسلوب الإدارة وسلوك المسؤولين، من أجل ترسيخ الانسجام والتلاحم الحقيقي. وقدم شكره لرئيس السلطة القضائية ورئيس البرلمان على روح التعاون والمساندة خلال هذه الفترة، وخص بالشكر مجلس الشورى الإسلامي لمنحه الثقة لوزير الشؤون الاقتصادية والمالية. وأشار إلى نجاح الحكومة مؤخرًا في تنفيذ خطوة كبيرة تتمثل في تفويض الصلاحيات إلى المحافظات، موضحًا أن هذا سيمكن المسؤولين المحليين من اتخاذ قراراتهم بأنفسهم، دون الحاجة لانتظار المركز، وأن على كل محافظ أن يعي أن لديه صلاحيات رئيس جمهورية في محافظته، ويمكنه إدارة شؤونها بقوة.