أعرب الأزهر الشريف عن تضامنه مع دولة قطر الشقيقة، مؤكداً على أهمية احترام استقلال الدول وسيادتها على كامل أراضيها. ويأتي هذا الإعلان في سياق دعوات متزايدة إلى حل النزاعات الإقليمية بالطرق السلمية، وتجنب أي تدخلات خارجية قد تؤدي إلى تفاقم الأوضاع وزعزعة الاستقرار. ويشدد الأزهر الشريف على أن الحفاظ على سيادة الدول هو أساس السلام والأمن في المنطقة، وأن أي مساس بهذه السيادة يعتبر تهديداً للاستقرار الإقليمي والدولي. ويدعو الأزهر جميع الأطراف المعنية إلى الالتزام بمبادئ القانون الدولي واحترام حقوق الدول في تقرير مصيرها بنفسها دون أي ضغوط أو تدخلات خارجية.

 

الحوار هو السبيل الوحيد للسلام الدائم

 

يؤكد الأزهر الشريف على أن الحوار هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام العادل والدائم، وأن استخدام القوة والعنف لن يؤدي إلا إلى مزيد من الدمار والمعاناة. ويشدد الأزهر على أن صليل السلاح لا يوقف الحروب، بل يزيد من اشتعالها، وأن الحوار هو الوسيلة الأنجع لإطفاء نيران الفتنة وحل الخلافات بطرق سلمية. ويدعو الأزهر جميع الأطراف المتنازعة إلى الجلوس إلى طاولة المفاوضات والتحاور بجدية وإخلاص من أجل التوصل إلى حلول مرضية للجميع، تحافظ على حقوق الجميع وتضمن الأمن والاستقرار للجميع. ويرى الأزهر أن السلام العادل والدائم هو السلام الذي يحقق العدل والمساواة للجميع، ويضمن لهم العيش الكريم في أمن وسلام.

 

الأزهر يشجع جهود تحقيق السلام الدائم

 

تشجع مؤسسة الأزهر الشريف كل التشجيع جهود تحقيق السلام الدائم والعادل، وسرعة وقف القتال، وتمكين شعوب الدول النامية من حياة كريمة تنعم بها هي وأبناؤها وبناتها وأطفالها، كما تنعم سائر الشعوب الأخرى التي قررت وقف أي نزاع يؤدي إلى إراقة دماء أبنائها. ويؤكد الأزهر على أن السلام ليس مجرد غياب الحرب، بل هو حالة من الأمن والاستقرار والتعاون والتنمية، وأن تحقيق السلام يتطلب جهوداً متواصلة من جميع الأطراف المعنية، بما في ذلك الحكومات والمؤسسات الدينية والمجتمع المدني. ويدعو الأزهر جميع هذه الأطراف إلى العمل معاً من أجل بناء مجتمعات قوية ومزدهرة، تحترم حقوق الإنسان وتضمن العدالة والمساواة للجميع.

 

إحياء مبدأ السلام العادل في الأمة الإسلامية

 

دعا الأزهر الشريف الأمة الإسلامية إلى ضرورة إحياء مبدأ «السلام العادل» والتمسك به في وقف نزاعاتها الدائرة بينها وبين أبنائها، يذكرها بالأمر الإلهي الموجه إلى نبيها الكريم -صلوات الله وسلامه عليه- في قوله تعالى في القرآن الكريم: {وَإنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ} [الأنفال: 61]. ويؤكد الأزهر على أن الإسلام هو دين السلام والتسامح، وأن المسلمين يجب أن يكونوا قدوة حسنة لغيرهم في السعي إلى السلام ونبذ العنف. ويدعو الأزهر جميع المسلمين إلى التمسك بتعاليم الإسلام السمحة، والعمل على نشر ثقافة السلام والتسامح في جميع أنحاء العالم.

 

دور الأزهر في تعزيز السلام والتسامح

 

يواصل الأزهر الشريف جهوده في تعزيز السلام والتسامح في جميع أنحاء العالم، من خلال تنظيم المؤتمرات والندوات وورش العمل، وإصدار البيانات والفتاوى التي تدعو إلى الحوار والتعاون ونبذ العنف والكراهية. ويعمل الأزهر أيضاً على تدريب الأئمة والعلماء على نشر ثقافة السلام والتسامح في مجتمعاتهم، وتأهيلهم للتعامل مع التحديات المعاصرة التي تواجه الأمة الإسلامية. ويؤكد الأزهر على أن التعليم هو السلاح الأقوى في مواجهة التطرف والإرهاب، وأن الاستثمار في التعليم هو الاستثمار الأمثل في مستقبل الأمة الإسلامية. ويدعو الأزهر جميع المسلمين إلى الاهتمام بالتعليم وتنمية مهاراتهم وقدراتهم، من أجل بناء مجتمعات قوية ومزدهرة، قادرة على مواجهة التحديات وتحقيق التنمية المستدامة.