أكد رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، محمد إسلامي، اليوم الثلاثاء، على استمرار العمل في الصناعة النووية دون أي انقطاع، وذلك بحسب ما نقلته وكالة «تسنيم» الإيرانية. تأتي هذه التصريحات في ظل التوترات المتصاعدة في المنطقة، وبعد أيام من استهداف مواقع نووية إيرانية من قبل إسرائيل والولايات المتحدة، مما يثير تساؤلات حول مستقبل البرنامج النووي الإيراني وقدرته على الصمود في وجه هذه التحديات. وأشار إسلامي إلى أن الاستعدادات اللازمة قد اتخذت لتجنب أي توقف في مسار الإنتاج والخدمات المتعلقة بالبرنامج النووي، وهو ما يعكس تصميم إيران على المضي قدماً في برنامجها رغم الضغوط الخارجية.
الاحتياطات وتقييم الأضرار
وفي معرض حديثه عن الهجمات التي استهدفت المنشآت النووية الإيرانية، أوضح إسلامي أنه تم اتخاذ الاحتياطات اللازمة للتعامل مع مثل هذه السيناريوهات. وأضاف أن عملية تقييم الأضرار جارية لتحديد حجم الخسائر وتحديد الخطوات اللازمة لإعادة تأهيل المنشآت المتضررة. وأكد على أن خطة الإحياء كانت متوقعة مسبقاً، وأن الهدف الرئيسي هو ضمان عدم حدوث أي توقف في مسار الإنتاج والخدمات المتعلقة بالبرنامج النووي. هذا التأكيد على الاستعدادات المسبقة يشير إلى أن إيران كانت تتوقع احتمال وقوع هجمات على منشآتها النووية، وأنها اتخذت خطوات استباقية للتخفيف من آثارها المحتملة.
استهداف المواقع النووية والتكهنات حول نقل المعدات
يذكر أن إسرائيل والولايات المتحدة استهدفتا عدة مواقع نووية في إيران، بما في ذلك فوردو ونطنز وأصفهان. وقد أثارت هذه الهجمات تكهنات حول احتمالية نقل إيران بعض معداتها واليورانيوم المخصب من هذه المواقع الرئيسية تحسبا للهجمات. وقد عززت هذه التكهنات صور أقمار صناعية تظهر اصطفاف شاحنات عند منشأة فوردو قبل يومين من الهجوم الأمريكي. إذا صحت هذه التكهنات، فإنها تشير إلى أن إيران كانت على علم باحتمال وقوع هجمات، وأنها اتخذت خطوات لحماية بعض أصولها النووية الأكثر قيمة. ومع ذلك، لم يتم تأكيد هذه المعلومات بشكل مستقل، ولا تزال هناك أسئلة حول مدى نجاح إيران في حماية برنامجها النووي من الهجمات.
وقف إطلاق النار
جاءت هذه التصريحات عقب إعلان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، عن التوصل إلى وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران، والذي من المفترض أن يكون دخل حيز التنفيذ في 7 صباحا بحسب إعلان ترامب. ومع ذلك، لا يزال من غير الواضح ما إذا كان وقف إطلاق النار سيصمد، وما إذا كان سيؤدي إلى تهدئة التوترات في المنطقة. بالإضافة إلى ذلك، هناك أسئلة حول ما إذا كان وقف إطلاق النار سيؤثر على البرنامج النووي الإيراني، وما إذا كانت إيران ستكون مستعدة للعودة إلى طاولة المفاوضات بشأن برنامجها النووي.
تأثير الهجمات على البرنامج النووي الإيراني
تبقى الأسئلة قائمة حول التأثير الفعلي للهجمات الأخيرة على البرنامج النووي الإيراني. ففي حين تؤكد إيران على استمرارية البرنامج، إلا أن الأضرار التي لحقت بالمنشآت النووية قد تؤثر على قدرتها على المدى الطويل. كما أن التكهنات حول نقل المعدات واليورانيوم المخصب تثير تساؤلات حول مدى شفافية البرنامج النووي الإيراني، وما إذا كانت إيران تخفي معلومات حول أنشطتها النووية. وفي ظل هذه الظروف، من الضروري إجراء تحقيق مستقل لتقييم الأضرار التي لحقت بالبرنامج النووي الإيراني، ولضمان التزام إيران بالتزاماتها الدولية بموجب الاتفاق النووي. إن استقرار المنطقة يعتمد بشكل كبير على حل هذه القضية بشكل سلمي ودبلوماسي.