أثار الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، جدلاً واسعاً بتصريحاته الأخيرة بشأن التوترات بين إسرائيل وإيران، وذلك عبر حسابه على منصة "تروث سوشيال". فبعد إعلانه عن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين الطرفين، والذي كان من المفترض أن يدخل حيز التنفيذ في الساعة السابعة صباحاً، تبادل الجانبان الاتهامات بخرق هذا الاتفاق، مما دفع ترامب إلى توجيه انتقادات حادة لكليهما. وكتب ترامب: "لن تهاجم إسرائيل إيران، ستعود جميع الطائرات أدراجها، متوجهةً إلى إيران في تحية ودية"، مضيفاً: "لن يُصاب أحد بأذى، فوقف إطلاق النار ساري المفعول! شكرًا لاهتمامكم بهذا الأمر!". هذه التصريحات، التي تبدو وكأنها محاولة لتهدئة الأوضاع المتوترة، تأتي في ظل تصاعد المخاوف الدولية من احتمال اندلاع صراع إقليمي أوسع نطاقاً.
انتقادات حادة لإسرائيل: "ألقوا حمولة من القنابل لم أرَ مثلها من قبل"
لم يكتف ترامب بتوجيه رسائل تهدئة، بل كال أيضاً انتقادات لاذعة لإسرائيل، متهماً إياها بخرق الاتفاق بعد ساعات قليلة من إبرامه. وقال ترامب: "ما إن أبرمنا الاتفاق حتى خرجت إسرائيل وألقت حمولة من القنابل لم أرَ مثلها من قبل، إنها أكبر حمولة رأيناها من قبل"، معرباً عن استيائه الشديد من هذا التصرف. وأضاف: "أنا لست سعيدًا بإسرائيل. كما تعلمون، عندما أقول حسنًا الآن لديك 12 ساعة، لا تخرج من الساعة الأولى، فقط ألقِ كل ما لديك من سلاح، لذلك أنا لست سعيدًا معهم." هذه التصريحات تعكس غضباً واضحاً من ترامب بسبب ما يعتبره خرقاً للثقة وتقويضاً لجهوده في التوصل إلى وقف إطلاق النار. كما أنها تثير تساؤلات حول مدى التزام إسرائيل بالاتفاقات التي يتم التوصل إليها بوساطة دولية.
"لست سعيدًا مع إيران أيضًا": ترامب ينتقد الطرفين
لم تقتصر انتقادات ترامب على إسرائيل فقط، بل شملت أيضاً إيران. فبالرغم من إعلانه عن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، إلا أنه لم يخفِ عدم رضاه عن سلوك الطرفين. وقال ترامب: "كما أنني لست سعيدًا مع إيران أيضًا"، دون الخوض في تفاصيل حول الأسباب المحددة لعدم رضاه. هذه التصريحات تشير إلى أن ترامب يرى أن كلا الطرفين يتحمل مسؤولية تصاعد التوتر، وأن هناك حاجة إلى بذل المزيد من الجهود لضمان الالتزام بوقف إطلاق النار وتحقيق الاستقرار في المنطقة. من الجدير بالذكر أن ترامب كان قد اتخذ موقفاً متشدداً تجاه إيران خلال فترة رئاسته، حيث انسحب من الاتفاق النووي وفرض عقوبات اقتصادية قاسية عليها.
غموض يكتنف تفاصيل الاتفاق وخرقه
لا تزال تفاصيل الاتفاق الذي أعلن عنه ترامب غير واضحة، كما أن ملابسات خرقه تثير الكثير من التساؤلات. ففي حين اتهم كل من إسرائيل وإيران الطرف الآخر ببدء الهجوم، لم يتم تقديم أدلة قاطعة تثبت صحة أي من الادعاءين. هذا الغموض يزيد من صعوبة تقييم الوضع وتحديد المسؤول عن تصعيد التوتر. كما أنه يثير مخاوف من أن يكون الاتفاق هشاً وغير قابل للتطبيق على المدى الطويل. من المهم أن يتم الكشف عن تفاصيل الاتفاق بشكل كامل وأن يتم إجراء تحقيق شفاف في ملابسات خرقه، وذلك من أجل تحديد المسؤوليات ومنع تكرار مثل هذه الأحداث في المستقبل. تبقى المنطقة في حالة ترقب حذر، بانتظار تطورات جديدة قد تسهم في تهدئة الأوضاع أو في تفاقمها.
تداعيات محتملة على الاستقرار الإقليمي
تصريحات ترامب وانتقاداته لإسرائيل وإيران تأتي في وقت حساس للغاية، حيث تشهد المنطقة توترات متزايدة وتصاعداً في العنف. أي تصعيد إضافي قد يؤدي إلى اندلاع صراع إقليمي واسع النطاق، وهو ما تسعى جميع الأطراف الفاعلة إلى تجنبه. من المهم أن تتحلى جميع الأطراف بضبط النفس وأن تعمل على تهدئة الأوضاع من خلال الحوار والتفاوض. كما أن على المجتمع الدولي أن يضطلع بدور فعال في دعم جهود السلام والاستقرار في المنطقة، وذلك من خلال تقديم المساعدة الإنسانية والدعم الاقتصادي وتشجيع المصالحة بين الأطراف المتنازعة. إن تحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط يتطلب جهوداً مشتركة من جميع الأطراف المعنية، وإرادة حقيقية لحل النزاعات بالطرق السلمية.