أكد وزير الخارجية الصيني، وانغ يي، يوم الإثنين، أن الهجمات الأميركية على المنشآت النووية الإيرانية تشكل "سابقة سيئة"، محذراً من تداعياتها المحتملة على الاستقرار الإقليمي والعالمي. وأشار وانغ يي إلى أن مثل هذه الأعمال تقوض الجهود الدبلوماسية الرامية إلى حل الخلافات سلمياً، وتزيد من خطر التصعيد العسكري. وتأتي هذه التصريحات في ظل تصاعد التوترات في منطقة الشرق الأوسط، وتزايد المخاوف بشأن برنامج إيران النووي.
وشدد وانغ يي على ضرورة التزام جميع الأطراف المعنية بـ"تهدئة الوضع والعودة إلى الحوار والتفاوض"، معتبراً أن الحل السياسي هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام والاستقرار الدائمين في المنطقة. وحثّ الوزير الصيني الأطراف الفاعلة على ممارسة أقصى درجات ضبط النفس، وتجنب أي خطوات قد تؤدي إلى تفاقم الأزمة. وأضاف أن الصين مستعدة للعب دور بناء في تسهيل الحوار بين الأطراف المتنازعة، والمساهمة في إيجاد حلول دبلوماسية مقبولة للجميع.
كما انتقد وانغ يي الهجمات الإسرائيلية على إيران، معتبراً أن تبريرها بوجود "تهديد مستقبلي محتمل" يرسل "إشارات خاطئة" للعالم. وأوضح أن مثل هذه المبررات يمكن أن تستخدم كذريعة لشن هجمات استباقية، وتقويض مبادئ القانون الدولي. ودعا الوزير الصيني المجتمع الدولي إلى إدانة هذه الأعمال، والضغط على إسرائيل لوقف التصعيد العسكري. وأكد أن الصين تدعم حق جميع الدول في الأمن، ولكنها تعارض استخدام القوة لحل الخلافات.
ووفقاً لبيان صادر عن وزارة الخارجية الصينية، أدلى وانغ يي بهذه التصريحات خلال اجتماع عقده في بكين مع رئيس الوزراء البريطاني السابق، توني بلير. ويأتي هذا الاجتماع في إطار جولة يقوم بها بلير في المنطقة، بهدف بحث سبل التوصل إلى حلول سلمية للأزمات الإقليمية. وأكد وانغ يي خلال الاجتماع على أهمية التعاون الدولي في مواجهة التحديات المشتركة، مشيراً إلى أن الصين وبريطانيا يمكنهما العمل معاً لتعزيز السلام والاستقرار في العالم.
وتأتي تصريحات وانغ يي بعد يوم واحد من إدانة وزارة الخارجية الصينية للهجوم الأميركي على إيران، حيث وصفت الخطوة بأنها "تنتهك بشكل خطير مقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي، وتؤدي إلى تفاقم حدة التوترات في الشرق الأوسط". وأكدت الصين في بيانها على ضرورة احترام سيادة الدول ووحدة أراضيها، وحل الخلافات بالوسائل السلمية. ودعت الولايات المتحدة إلى التخلي عن سياسة الضغط الأقصى على إيران، والعودة إلى الاتفاق النووي. وتعتبر الصين من أبرز الداعمين للاتفاق النووي الإيراني، وتسعى إلى الحفاظ عليه كإطار دبلوماسي لحل الأزمة النووية الإيرانية.