تواجه شركة "ليرنينغ ريسورسز" و "هاند تو مايند"، وهما شركتان للألعاب التعليمية يقع مقرهما في ضواحي شيكاغو، تحديات جمة على الرغم من بعض الانتصارات القانونية الظاهرية. ففي حين قضت المحاكم الفيدرالية بعدم شرعية الرسوم الجمركية التي فرضتها إدارة ترامب سابقاً، وشهدت الشركة تخفيضات مؤقتة في الرسوم المفروضة على الواردات الصينية، إلا أن الواقع على أرض الواقع أكثر تعقيداً. يضطر فريق العمل المكون من حوالي 500 موظف إلى إعادة تقييم أكثر من 2000 منتج باستمرار، وتجميد خطط التوسع، ورفع الأسعار، وذلك في محاولة للتكيف مع البيئة التجارية غير المستقرة.
تأسست الشركة في عام 1916، وقد فازت بدعوى قضائية ضد إدارة ترامب بسبب الرسوم المفروضة على الواردات الصينية، لكن هذا الانتصار معلق حالياً، إذ طعنت الحكومة في القرار أمام المحكمة العليا. يصف ريك وولدنبرغ، صاحب الشركة، الوضع قائلاً: "نُحلّق بالطائرة ونحن نُصلحها"، مؤكداً على حالة عدم اليقين المستمرة التي تواجهها الشركة. السؤالان الرئيسيان اللذان يشغلان بال وولدنبرغ وفريقه هما: أين ننقل الإنتاج من الصين؟ وكيف ننقل معدات صناعية تزن حوالي 1.5 مليون رطل في الوقت المناسب قبل موسم العطلات؟ هذه التحديات اللوجستية والمالية تضع ضغوطاً هائلة على الشركة.
اعتمدت الشركة على المصانع في الصين منذ التسعينيات، ولكن مع فرض رسوم جمركية تصل إلى 145% خلال فترة إدارة ترامب، اضطرت الشركة إلى نقل حوالي 1500 قالب صناعي إلى دول أخرى. حالياً، لا تزال حوالي 60% من واردات الشركة البالغة 65 مليون دولار سنوياً تأتي من الصين. أحد أبرز منتجات الشركة هو "كيدنوكيلرز"، وهي مناظير للأطفال تُباع بأقل من 10 دولارات، بينما يصل سعر الروبوت التعليمي "كوبر" إلى 79.99 دولاراً. ومع ذلك، لم تجد الشركة بعد مكاناً مناسباً لإنتاج "كوبر" خارج الصين، مما يبرز صعوبة تنويع سلاسل التوريد بشكل كامل.
في مايو الماضي، أدى اتفاق مفاجئ إلى خفض الرسوم الجمركية مؤقتاً إلى 30% لمدة 90 يوماً، مما دفع الشركة إلى إيقاف شحنة كانت متجهة من الصين إلى فيتنام. كلف هذا الإجراء العكسي الشركة 13 ألف دولار، لكن الضرر كان قد وقع بالفعل، حيث تم نقل قوالب إنتاج أخرى. هذا المثال يوضح كيف أن التغييرات المفاجئة في السياسات التجارية يمكن أن تؤدي إلى خسائر مالية كبيرة وتعطيل سلاسل التوريد. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع فرض رسوم جديدة في يوليو على الواردات من فيتنام والهند، تصل إلى 46% و26% على التوالي، مما يزيد من تعقيد الوضع.
تجسد قضية "ليرنينغ ريسورسز" كيف يمكن أن تتحول الانتصارات القانونية إلى هزائم عملية في بيئة تجارية غير مستقرة. الرسوم المتقلبة، وانعدام رؤية واضحة لسلاسل التوريد، والمفاجآت السياسية، تجعل التخطيط الاستراتيجي عملية شاقة وتفرض ضغوطاً على الشركات الصغيرة والكبيرة على حد سواء. يختتم وولدنبرغ حديثه بتشبيه شركته باللاجئ من الحرب، قائلاً: "إذا لم تكن الأرض المرتفعة آمنة، سنضع كل شيء في عربة حمار ونرحل مجدداً... هذه طريقة مدمرة لإدارة عمل تجاري". هذا التصريح يعكس حالة الإحباط والقلق التي يعيشها أصحاب الأعمال في ظل هذه الظروف غير المستقرة.