كشف الخبير الاستراتيجي العميد سعيد قزح أن الولايات المتحدة كانت على "علم مسبق" بأن المنشآت النووية الإيرانية التي استهدفتها فجر اليوم "تخلو من اليورانيوم المخصّب"، مؤكدًا أن الهدف الحقيقي للضربات هو "تخريب البرنامج النووي الإيراني" وليس التسبب في كارثة إشعاعية. وأوضح قزح، في مداخلة هاتفية مع برنامج "إكسترا نيوز"، أن إيران أخرجت اليورانيوم المشع والماء الثقيل من مفاعل "فوردو" قبل الهجوم، ما يؤكد أن واشنطن لم تهدف لتفجير مواد نووية. هذا التصريح يقلل من المخاوف المتعلقة بانتشار إشعاعي واسع النطاق نتيجة للضربات، ويركز الضوء على الأهداف الاستراتيجية للعملية العسكرية.

 

فشل المفاوضات وراء الضربات

 

أشار العميد قزح إلى أن الضربات جاءت بعد فشل المفاوضات ورفض إيران شروط ترامب بوقف تخصيب اليورانيوم والبرنامج الصاروخي خلال 60 يومًا. هذا الربط بين فشل الدبلوماسية والعمل العسكري يوضح أن الولايات المتحدة قد استنفدت خياراتها التفاوضية قبل اللجوء إلى القوة. ويوضح هذا أيضًا أن الضربات لم تكن قرارًا مفاجئًا، بل كانت نتيجة لعملية تقييم شاملة للأوضاع وتطورات البرنامج النووي الإيراني. إن إصرار إيران على المضي قدمًا في برنامجها النووي، رغم التحذيرات الدولية، دفع الولايات المتحدة إلى اتخاذ هذه الخطوة.

 

موازنة دقيقة بين المخاطر

 

اعتبر الخبير أن الضربات "موازنة دقيقة" بين مخاطر المواجهة وخطر امتلاك إيران سلاحًا نوويًا، خاصة بعد تراجع نفوذها الإقليمي. وأضاف أن المجتمع الدولي وأوروبا يتفقون على منع إيران من الحصول على القنبلة النووية، التي تشكل تهديدًا لإسرائيل والمنطقة. هذا التأكيد على وجود إجماع دولي حول منع إيران من امتلاك سلاح نووي يعزز شرعية الضربات ويدعم الموقف الأمريكي. كما أن الإشارة إلى تراجع النفوذ الإقليمي لإيران يوضح أن هذه الضربات تأتي في سياق أوسع من التنافس الإقليمي.

 

البرنامج النووي الإيراني يظل تهديدًا استراتيجيًا

 

حذر العميد قزح من أن امتلاك إيران يورانيوم مخصب دون قدرة على تصنيع قنبلة يجعل البرنامج النووي "عديم الفائدة" لكنه يبقى تهديدًا استراتيجيًا. ونفى أن تكون الضربات "استعراضية" ووصفها بأنها "ضربة جراحية" لبرنامج التخصيب بعد إفراغ المواقع من المواد الخطرة. هذا التحذير يشدد على أن حتى البرنامج النووي الإيراني غير الكامل يمثل خطرًا يجب التعامل معه. ووصف الضربات بأنها "جراحية" يشير إلى دقتها ومحدوديتها، ويهدف إلى التقليل من احتمالية التصعيد الإقليمي.

 

رسالة واضحة لإيران بضرورة الامتثال للضغوط الدولية

 

أكد قزح أن الضربات رسالة واضحة لإيران بضرورة الامتثال للضغوط الدولية، مع توقع استمرار التصعيد ما لم تتراجع طهران عن برنامجيها النووي والصاروخي. هذا التأكيد على استمرار الضغط على إيران يوضح أن الولايات المتحدة لن تتراجع حتى تحقق أهدافها. والتوقع باستمرار التصعيد يشير إلى أن المنطقة قد تشهد المزيد من التوترات في المستقبل القريب، ما لم تبد إيران استعدادًا للتفاوض والامتثال للمطالب الدولية.