أثار الدكتور تشنغ شيزونج، زميل الأبحاث في معهد تشارهار، جدلاً واسعًا بتصريحاته التي أدلى بها لقناة "القاهرة الإخبارية"، حيث وصف ما قامت به الولايات المتحدة وإسرائيل ضد إيران بأنه "غزو صريح". وأكد شيزونج أن الرد الإيراني على هذه الهجمات سيكون "قويًا"، مما يزيد من المخاوف بشأن تصعيد خطير في منطقة الشرق الأوسط. تصريحاته هذه تأتي في ظل توترات متزايدة بين إيران وحلفائها من جهة، والولايات المتحدة وإسرائيل من جهة أخرى، وتلقي بظلالها على الاستقرار الإقليمي.

 

"إرهاب دولة" وخرق للقانون الدولي

 

لم يقتصر وصف شيزونج للأحداث على "الغزو"، بل ذهب أبعد من ذلك، معتبرًا أن ما فعلته أمريكا وإسرائيل في إيران يندرج تحت مسمى "إرهاب دولة". وأشار إلى أن هذه الهجمات تمثل "خرقًا للقانون الدولي"، مؤكدًا أن إيران لديها الحق في الدفاع عن نفسها والرد على هذه الاعتداءات. هذا الوصف يضع ضغوطًا إضافية على المجتمع الدولي للتحقيق في هذه الأحداث ومحاسبة المسؤولين عنها، خاصة وأنها تهدد بتقويض النظام العالمي القائم على القانون.

 

اتهامات لإسرائيل بالسعي للسيطرة على الإقليم

 

في معرض حديثه، لم يتردد شيزونج في توجيه اتهامات مباشرة لإسرائيل، قائلاً إنها "أحد أذرع الولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة". وأضاف أن إسرائيل تسعى إلى "التحكم في الإقليم برمته"، وأن الهجمات على إيران تأتي في سياق هذا المسعى. وشدد على أن البرنامج النووي الإيراني "يُستخدم في الأغراض السلمية"، نافيًا بذلك المزاعم الإسرائيلية والأمريكية بأنه يهدف إلى تطوير أسلحة نووية. هذه التصريحات تزيد من حدة التوتر بين إيران وإسرائيل، وتضع المنطقة على حافة صراع أوسع.

 

تداعيات الرد الإيراني المحتمل

 

تكمن الخطورة في تصريحات شيزونج في تأكيده على أن إيران "ستشن هجومًا مضادًا"، وهو ما يزيد الموقف خطورة وتصعيدًا. لم يحدد شيزونج طبيعة هذا الهجوم المضاد، لكنه أشار إلى أنه سيكون "قويًا"، مما يثير مخاوف من أن يؤدي إلى دوامة من العنف يصعب السيطرة عليها. الرد الإيراني المحتمل قد يستهدف مصالح أمريكية أو إسرائيلية في المنطقة، أو قد يتخذ شكل هجمات إلكترونية أو دعم للمجموعات المسلحة الموالية لإيران. بغض النظر عن شكله، فإن الرد الإيراني سيغير قواعد اللعبة في المنطقة، وقد يؤدي إلى حرب إقليمية شاملة.

 

دعوات لتهدئة الأوضاع وتجنب التصعيد

 

في ظل هذه التطورات الخطيرة، تزداد الدعوات إلى تهدئة الأوضاع وتجنب التصعيد. يجب على المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤولياته في الضغط على جميع الأطراف المعنية لضبط النفس والانخراط في حوار بناء لحل الخلافات القائمة. إن استمرار التصعيد لن يؤدي إلا إلى مزيد من الدمار والمعاناة، وسيقوض الاستقرار الإقليمي والدولي. من الضروري إيجاد حلول دبلوماسية للأزمة الإيرانية، تضمن أمن واستقرار المنطقة وتحافظ على مصالح جميع الأطراف.