تحت رعاية وزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور محمد أيمن عاشور، نظم معهد تيودور بلهارس للأبحاث صباح اليوم الأحد فعاليات اللقاء العلمي المصري الفرنسي الثالث عشر في مجال أمراض الجهاز الهضمي والكبد. شهد اللقاء مشاركة واسعة من الخبراء والأكاديميين من مصر وفرنسا، بما في ذلك الدكتور حسام صلاح، عميد كلية طب قصر العيني ورئيس مجلس إدارة المستشفيات الجامعية، الذي أكد على عمق العلاقات التاريخية والعلمية بين البلدين. من الجانب الفرنسي، شارك الدكتور فيليب روسنيوسكي، المنسق الفرنسي لاتفاقية التعاون، والدكتور كريم سعيد، ملحق التعاون العلمي والجامعي بالسفارة الفرنسية والمعهد الفرنسي بالقاهرة. هذا الحدث العلمي يعكس التزامًا مشتركًا بتطوير العلوم الطبية وخدمة الإنسانية، ويؤكد على أهمية التعاون الدولي في مواجهة التحديات الصحية المعاصرة.

 

تفعيل التعاون المشترك بين المؤسسات المصرية والفرنسية

 

استقبل الدكتور أحمد عبد العزيز، مدير معهد تيودور بلهارس، الوفود المشاركة، مؤكدًا على أهمية تفعيل اتفاقية التعاون المشترك بين جامعة باريس سيتيه، وجامعة القاهرة، ومعهد تيودور بلهارس، ومستشفى بوجون الفرنسي. خلال الجلسة الافتتاحية، أعرب الدكتور حسام صلاح عن سعادته بالمشاركة في هذا اللقاء العلمي المميز، مشيرًا إلى أن هذا التعاون يعود إلى عام 1827، وهو تاريخ تأسيس كلية طب قصر العيني على يد الطبيب الفرنسي أنطوان كلوت بك، لتكون أول كلية طب في مصر والعالم العربي. العلاقات بين البلدين في المجال الطبي تقوم على أسس من الاحترام والمعرفة والتعاون المستمر، وأن هذه الشراكة تعكس التزامًا مشتركًا بخدمة الإنسانية والارتقاء بالعلوم الطبية.

 

مستجدات في التليف الكبدي والتقنيات التنظيرية الحديثة

 

أشار الدكتور صلاح إلى رمزية انعقاد هذا المؤتمر داخل معهد تيودور بلهارس، لما له من إسهامات نوعية في البحث العلمي، خاصة في مجالات أمراض الكبد والجهاز الهضمي والطفيليات. استعرض عميد طب قصر العيني محاور اللقاء العلمي التي تضمنت مستجدات في التليف الكبدي، وارتفاع ضغط الدم البابي، وزراعة الكبد، والتقنيات التنظيرية الحديثة، ومستقبل الطب الشخصي والذكاء الاصطناعي في التخصصات الدقيقة. هذه المحاور تعكس التطورات الهائلة في مجال أمراض الجهاز الهضمي والكبد، وتؤكد على أهمية مواكبة هذه التطورات من خلال البحث العلمي والتعاون الدولي.

 

إطلاق البرنامج الطبي الفرنسي بقصر العيني

 

أعلن الدكتور حسام صلاح عن إطلاق البرنامج الطبي الجامعي باللغة الفرنسية بكلية طب قصر العيني بدءًا من العام الدراسي 2025/2026، مؤكدًا أن هذا البرنامج سيسهم في دعم الطلاب الفرنكوفونيين في إفريقيا والمنطقة، ويجعل الكلية مركزًا إقليميًا للتعليم الطبي الدولي. هذا البرنامج يمثل إضافة نوعية للتعليم الطبي في مصر، ويعزز من مكانة كلية طب قصر العيني كمركز رائد في المنطقة. كما يعكس التزام الكلية بتوفير تعليم طبي متميز يلبي احتياجات الطلاب من مختلف الخلفيات الثقافية واللغوية.

 

شراكة دولية بين معهد تيودور بلهارس والجانب الفرنسي

 

أكد الدكتور أحمد عبد العزيز، مدير المعهد، أن التعاون الدولي وتبادل المعرفة يشكلان ركيزة أساسية في تطوير الطب والبحث العلمي، وأن الشراكة الرائدة بين المعهد والجانب الفرنسي، والتي بدأت منذ توقيع الاتفاقية الأولى مع مستشفى بوجون عام 2007، وتم تجديدها في عامي 2012 و2017، أثمرت عن إنجازات ملموسة. وأوضح أن هذه الشراكة نتج عنها العديد من الأبحاث المشتركة التي نُشرت في مجلات دولية مرموقة ضمن برنامج "إمحوتب"، بالإضافة إلى الفرص التدريبية التي وفرها مستشفى بوجون للأطباء المصريين الشباب، ما يمثل استثمارًا حقيقيًا في الكوادر الطبية المصرية.

 

هذا التعاون المستمر يعزز من قدرات الباحثين والأطباء المصريين، ويساهم في تطوير الخدمات الطبية المقدمة للمرضى.

وفي ختام اللقاء، أكد المشاركون على أهمية استمرار التعاون بين مصر وفرنسا في مجال الطب والبحث العلمي، وأعربوا عن تطلعهم إلى المزيد من الإنجازات المشتركة في المستقبل. هذا اللقاء يمثل نموذجًا ناجحًا للتعاون الدولي، ويؤكد على أهمية الشراكة بين المؤسسات البحثية والتعليمية في تطوير العلوم الطبية وخدمة الإنسانية.