أعلنت مدينة الأبحاث العلمية والتطبيقات التكنولوجية عن إنجاز علمي بارز، حيث تم إدراج ثلاث مركبات كيميائية نانوية كهروحرارية، تم تطويرها ضمن فريق بحثي مشترك من مصر وإيطاليا، في قاعدة بيانات المؤسسة الدولية لحيود الأشعة ICDD. يأتي هذا الإنجاز بعد نشر نتائج الأبحاث المتعلقة بهذه المركبات في إحدى الدوريات العلمية المتخصصة، واعتمادها رسميًا في مايو 2025. هذا الإنجاز يعكس التعاون العلمي المثمر بين المؤسسات البحثية المصرية والإيطالية، ويؤكد على قدرة الباحثين المصريين على تحقيق نتائج متميزة على المستوى الدولي. يمثل هذا الإدراج اعترافًا دوليًا بالجودة العالية للأبحاث التي تجري في مدينة الأبحاث العلمية وهيئة الطاقة الذرية، وبالإمكانات المتاحة لديهم لإنتاج معرفة علمية ذات قيمة تطبيقية عالية.

 

أكد الدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، أن هذا الإنجاز يجسد نجاح جهود البحث العلمي المصري في تحقيق التميز على المستوى الدولي. وأشار إلى أن ما تمتلكه مدينة الأبحاث العلمية من كوادر بحثية مؤهلة وإمكانات متقدمة، يجعلها قادرة على إنتاج معرفة موثوقة ذات قيمة علمية وتطبيقية عالية. وأضاف أن إدراج هذه المركبات في قاعدة بيانات ICDD يفتح آفاقًا جديدة للتعاون البحثي الدولي، ويسهم في دعم الصناعات المتقدمة في مجالات الطاقة وتكنولوجيا المواد والابتكار، ويعزز من مكانة المؤسسات البحثية المصرية في قواعد البيانات العالمية. هذا التصريح يعكس الدعم القوي الذي توليه الحكومة المصرية للبحث العلمي، والاعتراف بأهميته في تحقيق التنمية المستدامة والتقدم الاقتصادي. كما يسلط الضوء على الدور المحوري الذي تلعبه مدينة الأبحاث العلمية في تعزيز الابتكار وتقديم حلول علمية للتحديات التي تواجه المجتمع.

 

أوضحت الدكتورة منى عبد اللطيف، مدير مدينة الأبحاث العلمية والتطبيقات التكنولوجية، أن الفريق البحثي تمكن من تحديد البصمة التعريفية والهوية البلورية لثلاث مركبات نانوية كهروحرارية تستخدم في تحويل الطاقة الحرارية إلى طاقة كهربائية. وأشارت إلى أن إدراجها في قاعدة بيانات ICDD جاء بعد مراجعة علمية دقيقة استمرت قرابة عامين. وأضافت أن هذا النجاح يعد إضافة نوعية لسجل إنجازات المدينة، ويؤكد قدرتها على تقديم أبحاث أصيلة تستخدم كمرجع علمي وصناعي معتمد في مجالات الطاقة المتجددة، والمواد النانوية، وتطبيقات الأجهزة الإلكترونية. هذا الإنجاز يسلط الضوء على الأهمية المتزايدة للمواد الكهروحرارية في تطوير تقنيات الطاقة المتجددة، وإمكانية استخدامها في تحويل النفايات الحرارية إلى طاقة كهربائية مفيدة. كما يؤكد على الدور الرائد الذي تلعبه مدينة الأبحاث العلمية في تطوير هذه التقنيات وتقديم حلول مبتكرة للتحديات التي تواجه قطاع الطاقة.

 

ضم الفريق البحثي الدكتور عبد الهادي بشير قشيوط الأستاذ الباحث بقسم بحوث المواد الإلكترونية بمدينة الأبحاث العلمية، والدكتورة شيماء عبدالله الباحث المساعد والمسؤولة عن التنسيق مع المؤسسة الدولية لحيود الأشعة وتسجيل المركبات، والدكتور نعمة جمعة أمام الباحث المساعد بهيئة الطاقة الذرية، وبالتعاون مع الدكتورة جوليانا أكويلانتي (Dr. Giuliana Aquilanti) من مركز السينكروترون، والدكتور هومبرتو كابريرا (Dr. Humberto Cabrera) من مركز البصريات والفيزياء النظرية في مدينة تريستا الإيطالية.

 

هذا التعاون الدولي يعكس أهمية تبادل الخبرات والمعرفة بين الباحثين من مختلف الدول، ويؤكد على أن البحث العلمي هو جهد عالمي يتطلب تضافر الجهود لتحقيق نتائج متميزة. كما يسلط الضوء على الدور الذي تلعبه المؤسسات البحثية الإيطالية في دعم البحث العلمي في مصر، وتقديم الخبرات الفنية والعلمية اللازمة لتحقيق هذه الإنجازات.

 

أشار الدكتور عبد الهادي قشيوط إلى أن الورقة البحثية التي تناولت هذه المركبات تم نشرها في مجلة بحوث وتكنولوجيا المواد Journal of Materials Research and Technology التابعة لدار النشر العالمية إلسيفير (Elsevier) والمصنفة Q1 ضمن تصنيف Scopus. وأوضحت الدكتورة شيماء عبدالله أن هذه المركبات تعد من المنتجات البحثية الأصيلة ذات القيمة التطبيقية، وتسهم في تطوير المعرفة العلمية بمجالات المواد الصلبة والمواد النانوية والطاقة.

 

وأوضحت أن الهويات البلورية المسجلة تستخدم في القطاع الصناعي لمراقبة الجودة والإنتاج وفقًا للمواصفات العالمية، وتسهم أيضًا في إثراء البحث الأكاديمي من خلال إتاحة بيانات XRD المعتمدة عالميًا، ما يتيح للباحثين في جميع أنحاء العالم مقارنة نتائجهم بدقة وتطوير تطبيقات جديدة في مجالات الطاقة والأجهزة الإلكترونية والمواد المتقدمة. المركز الدولي لبيانات الحيود (International Centre for Diffraction Data – ICDD) يعد مؤسسة علمية دولية متخصصة في إصدار "ملف حيود المسحوق" (Powder Diffraction File – PDF)، ويعد المصدر المرجعي الوحيد المعترف به عالميًا في توصيف المواد البلورية، ويقع مقره في الولايات المتحدة الأمريكية، ويستخدم منذ عام 1937 كأداة أساسية لأبحاث علوم المواد في جميع أنحاء العالم.