شهدت العملة المشفرة بيتكوين تراجعاً ملحوظاً، حيث انخفضت بنحو 4.13% لتصل إلى ما دون مستوى 100 ألف دولار، مسجلة 99237 دولاراً في وقت مبكر من يوم الأحد. وعلى الرغم من ذلك، قلصت البيتكوين خسائرها لاحقاً إلى حوالي 3%. يأتي هذا الانخفاض في ظل تقلبات تشهدها أسواق العملات المشفرة، وتأثرها بالأحداث الجيوسياسية والاقتصادية العالمية. يعتبر مستوى 100 ألف دولار مستوى نفسياً هاماً للمستثمرين، والاختراق دونه قد يؤدي إلى مزيد من الضغط البيعي.

 

تأثير قصف المنشآت النووية الإيرانية على الأسواق

 

أفادت شبكة CNBC عربية بأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعلن عن قصف الولايات المتحدة لثلاث منشآت نووية إيرانية. هذه المنشآت هي فوردو، نطنز، و أصفهان. وقد أثر هذا الإعلان بشكل مباشر وفوري على سوق العملات المشفرة، مما أدى إلى انخفاض حاد في قيم العديد من العملات الرقمية، بما في ذلك العملات ذات القيمة السوقية الكبيرة مثل البيتكوين والإيثريوم. غالباً ما تتفاعل الأسواق المالية بشكل سلبي مع الأخبار المتعلقة بالصراعات الجيوسياسية، حيث يعتبر المستثمرون هذه الأحداث مؤشراً على زيادة المخاطر وعدم اليقين، مما يدفعهم إلى بيع الأصول الخطرة مثل العملات المشفرة والاتجاه نحو الأصول الأكثر أماناً.

 

انخفاض الإيثريوم وتأثيره على السوق

 

لم يكن البيتكوين وحده المتأثر، بل شهدت العملات المشفرة الأخرى انخفاضات ملحوظة أيضاً. تراجعت قيمة إيثريوم، ثاني أكبر عملة مشفرة من حيث القيمة السوقية، بنحو 8.52% لتصل إلى 2199 دولاراً. هذا الانخفاض يعكس حالة الذعر التي تسود السوق بشكل عام، حيث يميل المستثمرون إلى التخلص من الأصول المشفرة بغض النظر عن حجمها أو شعبيتها. يؤكد هذا على الترابط الكبير بين العملات المشفرة المختلفة، وكيف يمكن لحدث واحد أن يؤثر على السوق بأكمله. بالإضافة إلى ذلك، فإن الانخفاض في قيمة الإيثريوم قد يكون له تداعيات أوسع على قطاع التمويل اللامركزي (DeFi)، الذي يعتمد بشكل كبير على شبكة الإيثريوم.

 

تفاقم الصراع بين إيران وإسرائيل

 

يشير هذا التطور إلى أن الصراع المستمر بين إيران و إسرائيل قد أخذ منعطفاً جديداً مع دخول الولايات المتحدة رسمياً في الأحداث الجارية في منطقة الشرق الأوسط. هذا التدخل يزيد من تعقيد الوضع ويزيد من المخاوف بشأن تصعيد الصراع إلى حرب إقليمية أوسع. الأسواق المالية تكره حالة عدم اليقين، وتفضل الاستقرار والقدرة على التنبؤ. لذلك، فإن أي تصعيد في الصراعات الجيوسياسية، وخاصة في منطقة حساسة مثل الشرق الأوسط، يمكن أن يؤدي إلى تقلبات كبيرة في الأسواق العالمية، بما في ذلك سوق العملات المشفرة.

 

العملات المشفرة تحت الضغط

 

بشكل عام، يبدو أن العملات المشفرة تواجه ضغوطاً متزايدة نتيجة للعوامل السياسية والاقتصادية العالمية. فبالإضافة إلى التوترات الجيوسياسية، هناك أيضاً مخاوف بشأن التضخم وارتفاع أسعار الفائدة، مما يجعل المستثمرين أكثر حذراً بشأن الاستثمار في الأصول الخطرة. ومع ذلك، يرى البعض أن هذه الانخفاضات تمثل فرصاً للشراء على المدى الطويل، حيث أن العملات المشفرة لا تزال تتمتع بإمكانيات نمو كبيرة. السؤال المطروح الآن هو: هل ستتمكن العملات المشفرة من التعافي من هذه الصدمة، أم أن هذه بداية لمرحلة جديدة من التصحيح في السوق؟ يبقى المستقبل غامضاً، ولكن من الواضح أن المستثمرين بحاجة إلى توخي الحذر ومراقبة التطورات الجيوسياسية والاقتصادية عن كثب.