وافق مجلس كلية طب قصر العيني، التابعة لجامعة القاهرة، على اللائحة الداخلية المنظمة لاستخدام الذكاء الاصطناعي في الممارسة الطبية، وكذلك سياسة استخدام الذكاء الاصطناعي في البحث العلمي داخل الكلية. تأتي هذه الخطوة تماشيًا مع التوجهات الاستراتيجية لرئيس جامعة القاهرة نحو التحول الرقمي وتبني التقنيات الحديثة في مختلف المجالات الأكاديمية والبحثية. وتعتبر هذه الموافقة بمثابة إشارة البدء نحو دمج الذكاء الاصطناعي بشكل فعال ومسؤول في منظومة العمل الطبي والأكاديمي بالكلية، بهدف تحسين جودة الخدمات المقدمة للمرضى وتعزيز مستوى البحث العلمي.
أكد الدكتور حسام صلاح، عميد كلية طب قصر العيني، أن استخدام الذكاء الاصطناعي في الممارسة الطبية والبحث العلمي يمثل "انطلاقة واعدة نحو التحول الرقمي وتبني أدوات الذكاء الاصطناعي في الطب والتعليم". وأضاف أن العمل على استخدام هذه التقنيات المتطورة يمثل "ملحمة طيبة لخدمة المرضى بسرعة وكفاءة"، مشددًا على أن المريض هو الهدف الأساسي الذي تسعى الكلية لخدمته وتوفير أفضل رعاية صحية ممكنة له. وتتضمن اللائحة الجديدة مجموعة من الضوابط والمعايير الأخلاقية التي تضمن الاستخدام الأمثل والآمن للذكاء الاصطناعي في التشخيص والعلاج، مع الحفاظ على خصوصية المرضى وبياناتهم. كما تحدد اللائحة آليات تدريب وتأهيل الكوادر الطبية على استخدام هذه التقنيات الحديثة، لضمان تحقيق أقصى استفادة منها في تحسين جودة الرعاية الصحية.
ترأس الدكتور حسام صلاح، عميد كلية طب قصر العيني بجامعة القاهرة ورئيس مجلس إدارة المستشفيات، اجتماع مجلس الكلية الشهري الذي عُقد بقاعة علي باشا إبراهيم بمركز التعليم المتطور. حضر الاجتماع الوكلاء، نواب المدير التنفيذي للمستشفيات، مستشاري العميد، رؤساء الأقسام، ممثلي أعضاء هيئة التدريس، وأمين الكلية. وناقش المجلس عددًا من الموضوعات التعليمية، البحثية، والإدارية الهامة الخاصة بالكلية. بالإضافة إلى الموافقة على لائحة الذكاء الاصطناعي، تناول الاجتماع أيضًا سبل تطوير المناهج الدراسية وتحديثها بما يواكب أحدث التطورات في المجال الطبي، وكذلك تعزيز التعاون البحثي مع المؤسسات العلمية المحلية والدولية. كما استعرض المجلس الخطط المستقبلية لتطوير البنية التحتية للكلية والمستشفيات التابعة لها، بهدف توفير بيئة تعليمية وعلاجية متطورة ومجهزة بأحدث التقنيات.
استعرض المجلس أيضًا نجاح مؤتمر الكلية السنوي الذي انعقد في الفترة من 28 إلى 29 مايو 2025، وورش العمل التي سبقته من 26 إلى 27 مايو. واعتبر المجلس المؤتمر حدثًا أكاديميًا متميزًا يعكس الحيوية والنشاط العلمي داخل الكلية. وأشاد المجلس بجهود أساتذة الكلية في إنجاح المؤتمر وتحقيق هذا النجاح الباهر، مؤكدًا على أهمية استمرار تنظيم مثل هذه الفعاليات العلمية التي تساهم في تبادل الخبرات والمعرفة بين الباحثين والأطباء، وتعزيز مستوى البحث العلمي في الكلية. وقد شهد المؤتمر مشاركة واسعة من الأطباء والباحثين من مختلف التخصصات الطبية، وتم خلاله استعراض أحدث الأبحاث والدراسات في مختلف المجالات الطبية، ومناقشة التحديات التي تواجه القطاع الصحي في مصر والعالم.
إن موافقة كلية طب قصر العيني على لائحة الذكاء الاصطناعي تعكس التزام الكلية بالابتكار والتطوير، وسعيها الدؤوب نحو تقديم أفضل الخدمات الطبية والتعليمية للمرضى والطلاب على حد سواء. ومن المتوقع أن تساهم هذه الخطوة في تعزيز مكانة الكلية كصرح طبي رائد في مصر والمنطقة، وجذب المزيد من الكفاءات والخبرات الطبية والعلمية المتميزة. كما تأمل الكلية في أن تكون هذه المبادرة بمثابة نموذج يحتذى به لباقي الكليات والمؤسسات الطبية في مصر، وتشجيعها على تبني التقنيات الحديثة والاستفادة منها في تطوير منظومة الرعاية الصحية والبحث العلمي.