كشف الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، عن تكليف جديد لهيئة الطاقة والمحطات النووية، وذلك في ضوء التطورات الأخيرة والتصعيدات الجارية في منطقة الشرق الأوسط، وتحديدًا الحرب الإيرانية الإسرائيلية. يأتي هذا التكليف في إطار حرص الحكومة المصرية على اتخاذ كافة الإجراءات الاحترازية والاستعداد لأي طارئ قد يؤثر على الأمن القومي المصري أو سلامة المواطنين، وذلك من خلال تقييم المخاطر المحتملة ووضع خطط استباقية للتعامل معها. وأكد رئيس الوزراء على أهمية هذا التكليف في ظل الظروف الراهنة، مشددًا على ضرورة الدقة والسرعة في إعداد التقارير المطلوبة.

 

وأوضح الدكتور مدبولي خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده بالعاصمة الإدارية الجديدة، أن هيئة المحطات النووية ستقوم بإعداد تقارير مفصلة وشاملة تحسبًا لاحتمالية استهداف المنشآت النووية الإيرانية. وتركز هذه التقارير على تقييم المخاطر المحتملة لتسرب إشعاعي، وتحليل التداعيات المحتملة لهذا التسرب على الدول المحيطة، بما في ذلك مصر. وتهدف هذه التقارير إلى تحديد مدى خطورة الوضع، وتقديم توصيات بشأن الإجراءات اللازمة لحماية المواطنين والبيئة في حال حدوث أي طارئ. وشدد رئيس الوزراء على أن الحكومة المصرية تولي اهتمامًا بالغًا بهذا الموضوع، وتعمل على قدم وساق لضمان سلامة وأمن البلاد.

 

وأكد رئيس الوزراء أن المسافة الجغرافية التي تفصل مصر عن طهران تجعل احتمال حدوث أي تداعيات مباشرة على مصر نتيجة تسرب إشعاعي أو نووي في إيران أمرًا مستبعدًا. ومع ذلك، أشار إلى أن الحكومة المصرية لا تألو جهدًا في اتخاذ كافة الإجراءات الاحترازية والوقائية، وذلك من خلال المتابعة المستمرة للأوضاع وتقييم المخاطر المحتملة. وأضاف أن مصر لديها خطط طوارئ جاهزة للتعامل مع أي سيناريو محتمل، وأن الحكومة على استعداد تام لاتخاذ أي إجراءات إضافية ضرورية لحماية المواطنين والبيئة.

 

وفي سياق متصل، أكد الدكتور مدبولي على أهمية التعاون الإقليمي والدولي في مجال السلامة النووية، مشيرًا إلى أن مصر تشارك بفاعلية في الجهود الدولية الرامية إلى تعزيز الأمن النووي ومنع انتشار الأسلحة النووية. وأضاف أن مصر ملتزمة بتطبيق أعلى معايير السلامة النووية في برنامجها النووي السلمي، وأنها تعمل بشفافية كاملة مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وأشار إلى أن مصر تسعى إلى الاستفادة من التكنولوجيا النووية في تحقيق التنمية المستدامة، وذلك من خلال استخدامها في توليد الكهرباء وتحلية المياه وفي المجالات الطبية والزراعية.

 

واختتم الدكتور مدبولي تصريحاته بالتأكيد على أن الحكومة المصرية تتابع عن كثب التطورات في المنطقة، وأنها على أهبة الاستعداد للتعامل مع أي تحديات قد تواجه البلاد. ودعا المواطنين إلى عدم الانسياق وراء الشائعات والأخبار المضللة، والاعتماد على المصادر الرسمية للمعلومات. وأكد أن الحكومة المصرية تعمل بكل جد وإخلاص من أجل حماية مصالح الوطن والمواطنين، وأنها لن تتوانى في اتخاذ أي إجراءات ضرورية لتحقيق هذا الهدف. وأضاف أن مصر قادرة على تجاوز أي صعوبات بفضل تكاتف جهود أبنائها وقيادتها الحكيمة.