في ظل تصاعد التوتر في منطقة الشرق الأوسط، أعلنت وزارة الخارجية الروسية عن اتفاق بين وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف ونظيره الإيراني عباس عراقجي على مواصلة الاتصالات والمشاورات بشأن التصعيد الأخير للصراع بين إسرائيل وإيران. يأتي هذا الإعلان في أعقاب سلسلة من الأحداث المتسارعة التي شهدتها المنطقة، بما في ذلك الهجمات التي استهدفت مواقع عسكرية ونووية في إيران، وإعلان إيران عن إلغاء المفاوضات النووية مع الولايات المتحدة. يعكس هذا الاتفاق حرص موسكو وطهران على تنسيق المواقف في ظل هذه الظروف الدقيقة، ومحاولة إيجاد حلول دبلوماسية للأزمة المتفاقمة.

 

وأكدت الخارجية الروسية أن لافروف أعرب عن استعداد موسكو لمواصلة المساعدة في تسوية الأزمة المتعلقة ببرنامج إيران النووي. يأتي هذا التأكيد في وقت تتزايد فيه المخاوف الدولية بشأن مستقبل الاتفاق النووي الإيراني، خاصة بعد إعلان إيران عن تقليص التزاماتها بموجب الاتفاق. وتسعى روسيا، كعضو دائم في مجلس الأمن الدولي، إلى لعب دور الوسيط في هذه الأزمة، بهدف الحفاظ على الاستقرار الإقليمي ومنع تصعيد الأوضاع إلى مستويات خطيرة.

 

في سياق متصل، أعلن وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي أن المحادثات التي كان من المقرر إجراؤها بين إيران والولايات المتحدة في مسقط يوم الأحد لن تنعقد. وأكد البوسعيدي أن الدبلوماسية والحوار هما السبيل الوحيد لتحقيق سلام دائم في المنطقة. هذا الإعلان يمثل ضربة للجهود الدبلوماسية الرامية إلى خفض التوتر بين طهران وواشنطن، ويزيد من تعقيد المشهد الإقليمي.

 

من جهة أخرى، أعرب وزير الدفاع الأمريكي بيت هيجسيث عن قلق بلاده إزاء الأحداث الجارية في الشرق الأوسط، مؤكداً أن الرئيس ترامب يراقب الوضع عن كثب. وأضاف هيجسيث أن الولايات المتحدة ملتزمة بشدة بحماية رعاياها في المنطقة، محذراً إيران من استهداف مصالحها. كما أعلن عن نقل بعض الدفاعات الأمريكية من أوكرانيا إلى منطقة الشرق الأوسط، في خطوة تهدف إلى تعزيز الوجود العسكري الأمريكي في المنطقة وردع أي تهديدات محتملة.

 

وكان وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي قد أعلن في وقت سابق عن إلغاء المفاوضات النووية مع أمريكا، معتبراً أنه "لا مبرر لها" في ظل استمرار الهجمات الإسرائيلية.

"مواصلة المحادثات النووية بين إيران وأمريكا لا مبرر لها مع استمرار الهجمات الإسرائيلية الهمجية."

وأضاف أن "قرار مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية أصبح ذريعة بيد الكيان الصهيوني لمهاجمة منشآتنا النووية". كما هدد مسؤولون إيرانيون بإغلاق مضيق هرمز، في خطوة من شأنها أن تؤثر بشكل كبير على حركة التجارة العالمية وإمدادات النفط. وتأتي هذه التطورات في ظل تقارير عن وقوع انفجارات في عدد من المدن الإيرانية، واستهداف مواقع عسكرية ونووية حساسة، مما يزيد من المخاوف بشأن اندلاع صراع إقليمي واسع النطاق.