أثار ظهور دخان أبيض غريب في سماء مصر خلال الساعات الماضية تساؤلات واسعة بين المواطنين، خاصة مع تصاعد التوترات الإقليمية والهجوم الإيراني على إسرائيل. الدكتور محمود مصطفى، باحث مساعد بقسم أبحاث الفضاء في المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، قدم تفسيراً محتملاً لهذه الظاهرة، مرجحاً أن يكون الدخان ناتجاً عن اعتراض منظومة THAAD الأمريكية للصواريخ الباليستية الإيرانية خارج الغلاف الجوي. وأكد مصطفى أن هذا الاحتمال هو الأرجح نظراً للتطورات الأخيرة في المنطقة وقدرات منظومة THAAD المتخصصة في اعتراض الصواريخ الباليستية.

 

ونشر الدكتور مصطفى صورة لسماء مدينة العاشر من رمضان، والتي يظهر فيها الدخان الأبيض، على صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك". وقد لاقت الصورة تفاعلاً كبيراً من قبل المستخدمين، الذين أبدوا اهتماماً بمعرفة حقيقة الدخان وتأثيره المحتمل. يأتي هذا التوضيح في ظل حالة من القلق والترقب تسود المنطقة، مع تزايد المخاوف من اتساع رقعة الصراع.

 

وتزامنت هذه الأحداث مع إعلان وسائل إعلام عبرية عن إطلاق موجات متتالية من الصواريخ والمسيرات الإيرانية باتجاه إسرائيل. وأفادت التقارير بسماع دوي انفجارات قوية في مناطق مختلفة من إسرائيل، بما في ذلك إيلات ووادي عربة جنوب البلاد، بالإضافة إلى مناطق قريبة من تل أبيب. وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي عن تفعيل صفارات الإنذار في عدة مناطق، مؤكداً أن سلاح الجو يقوم بعمليات اعتراض وضربات جوية لإزالة التهديد.

 

وأكد جيش الاحتلال في بيان له أن منظومة الدفاع الجوي "ليست محكمة بالكامل"، مما يستدعي استمرار الالتزام بتعليمات قيادة الجبهة الداخلية. وفي شمال إسرائيل، هرع السكان إلى الملاجئ بعد سماع دوي صفارات الإنذار، إثر دفعة جديدة من الصواريخ أُطلقت من إيران، مما يعكس تصاعد التوترات العسكرية بين الطرفين. وتأتي هذه التطورات في أعقاب تهديدات إيرانية باستهداف القواعد الإقليمية لأي دولة تدافع عن إسرائيل، وفقاً لتصريحات مسؤول إيراني كبير لـ"سي إن إن".

 

 

يبقى التأكد بشكل قاطع من سبب ظهور الدخان الأبيض في سماء مصر مرتبطاً بتحقيقات فنية معمقة من قبل الجهات المختصة، إلا أن تفسير الدكتور مصطفى يظل هو الأقرب إلى المنطق في ظل الظروف الراهنة. ومن المتوقع أن تصدر الجهات الرسمية المصرية بياناً توضيحياً حول هذا الأمر في وقت لاحق، لطمأنة المواطنين وتوضيح الصورة بشكل كامل. ويبقى الوضع الإقليمي متوتراً للغاية، مع استمرار تبادل الضربات بين إيران وإسرائيل، واحتمالية التصعيد لا تزال قائمة. وتراقب مصر عن كثب التطورات، وتدعو إلى ضبط النفس والتهدئة لتجنب المزيد من العنف.