أثارت تصريحات منسوبة إلى السيد هاني شكري، عضو مجلس إدارة نادي الزمالك، موجة عارمة من الجدل والاستياء في الأوساط الرياضية المصرية، بعد أن وُصفت بأنها تحمل إساءة لجماهير النادي الأهلي. هذه الواقعة لم تمر مرور الكرام، بل استدعت تعليقًا ناريًا من أحد نجوم القلعة البيضاء السابقين، الذي اعتبر أن هذه التصريحات، إن صحت، تمثل "إساءة لنا" كزمالكاوية قبل أن تكون موجهة للطرف الآخر، مما يفتح الباب واسعًا أمام تساؤلات حول حدود التنافس المقبول ومسؤولية القيادات الرياضية.
تفاصيل واقعة سب هاني شكري لجماهير الأهلي
بدأت فصول الأزمة بتداول مقطع صوتي أو منشورات عبر منصات التواصل الاجتماعي، نُسبت إلى السيد هاني شكري، تضمنت عبارات اعتبرها قطاع واسع من المتابعين مسيئة وغير لائقة بحق جماهير النادي الأهلي العريقة. انتشر هذا المحتوى كالنار في الهشيم، مما أجج مشاعر الغضب والاستنكار، ليس فقط بين جماهير الأهلي، بل امتد ليشمل العديد من محبي كرة القدم المصرية الذين يرفضون هذا النوع من الخطاب. التفاصيل الدقيقة للعبارات المستخدمة أثارت حفيظة الكثيرين، معتبرين إياها خروجًا صريحًا عن الروح الرياضية وقيم التنافس الشريف.
وسرعان ما تصدرت الواقعة المشهد الرياضي، حيث تناقلتها مختلف المنصات الإخبارية ومواقع التواصل الاجتماعي، مما زاد من حدة التوتر القائم أصلًا بين جمهوري القطبين الكبيرين. اعتبر البعض أن مثل هذه التصريحات، إذا تأكدت نسبتها، لا تخدم سوى إشعال فتيل التعصب وتعميق هوة الخلاف بين الجماهير. وطالب العديد من المعلقين بضرورة التحقق الفوري من صحة هذه الادعاءات ومصدرها، لاتخاذ ما يلزم من إجراءات.
غضب نجم الزمالك السابق: تصريحات شكري "إساءة لنا"
في تطور لافت ومهم، خرج أحد نجوم نادي الزمالك البارزين في فترات سابقة، والذي يحظى باحترام وتقدير جماهير القلعة البيضاء، بتعليق قوي وحاسم على الواقعة. أكد النجم السابق، الذي فضلت بعض المصادر عدم الكشف عن هويته حفاظًا على خصوصية المصدر، أن تصريحات هاني شكري، في حال ثبوتها، لا تمثل إساءة لجماهير الأهلي فحسب، بل هي في المقام الأول "إساءة لنا" كأبناء ومنتمين لنادي الزمالك. وأوضح أن مثل هذه السلوكيات والتصريحات لا تعبر إطلاقًا عن قيم ومبادئ نادي الزمالك العريق وتاريخه الطويل.
وأضاف النجم الزملكاوي أن المسؤولين في الأندية الكبيرة، بحكم مناصبهم، يجب أن يكونوا قدوة حسنة في تصريحاتهم وسلوكياتهم العامة والخاصة، وأن الانزلاق إلى هذا المستوى من الخطاب يضر بشكل مباشر بصورة النادي ومكانته. وشدد على أن التنافس الرياضي، مهما بلغت حدته، يجب أن يظل محصورًا في إطاره الشريف والأخلاقي، بعيدًا كل البعد عن التجريح الشخصي أو الإساءات الجماعية التي لا طائل من ورائها سوى زيادة الاحتقان. واعتبر أن هذه التصريحات تضع مجلس إدارة النادي الحالي في موقف لا يُحسد عليه.
من هو هاني شكري؟ وعلاقته بمجلس إدارة الزمالك
السيد هاني شكري هو شخصية معروفة وفاعلة في الأوساط الزملكاوية، ويشغل منصب عضو في مجلس إدارة نادي الزمالك المنتخب أو المعين، مما يجعله جزءًا من القيادة الرسمية للنادي. يُعرف عنه نشاطه ومشاركاته في إدارة شؤون القلعة البيضاء، ووجوده ضمن تركيبة المجلس يعكس ثقة من جانب الجمعية العمومية أو الجهة التي قامت باختياره لتمثيل النادي. وبالتالي، فإن تصريحاته، حتى لو كانت شخصية، غالبًا ما يُنظر إليها من منظور منصبه الرسمي.
تأتي هذه الواقعة لتسلط الضوء مجددًا على حجم المسؤولية الملقاة على عاتق أعضاء مجالس إدارات الأندية الجماهيرية الكبرى، فهم لا يمثلون أنفسهم فقط، بل يمثلون كيانًا عريقًا له جماهيره وتاريخه. أي تصرف أو تصريح غير محسوب من جانبهم يمكن أن يكون له تداعيات واسعة النطاق، تؤثر على صورة النادي وعلاقاته مع الأندية الأخرى والوسط الرياضي بشكل عام. وهذا يستدعي منهم تحري أقصى درجات الحيطة والحذر في كل ما يصدر عنهم.
مطالبات بتدخل مجلس الزمالك وموقف النادي من تصريحات عضو المجلس
عقب انتشار تفاصيل الواقعة والتعليق الهام من النجم الزملكاوي السابق، تصاعدت بشكل ملحوظ الأصوات المطالبة بضرورة تدخل عاجل وحاسم من قبل مجلس إدارة نادي الزمالك. طالب العديد من النقاد الرياضيين، وقطاعات من الجماهير الزملكاوية قبل الأهلاوية، بضرورة إصدار بيان رسمي وواضح يحدد موقف النادي من هذه التصريحات المنسوبة لعضو مجلس إدارته. كما طالبوا بفتح تحقيق شفاف في الواقعة، واتخاذ الإجراءات التأديبية المناسبة إذا ما ثبتت صحة الادعاءات، حفاظًا على اسم النادي ومكانته.
يترقب الشارع الرياضي المصري بكافة انتماءاته، وخاصة جماهير الناديين الكبيرين، رد فعل مجلس إدارة الزمالك، وما إذا كان سيتخذ موقفًا يتماشى مع قيم الروح الرياضية ومبادئ النادي. يعتبر الكثيرون أن صمت النادي أو تجاهله للأمر قد يُفسر على أنه تأييد ضمني أو تغاضٍ غير مقبول، وهو ما قد يزيد من تعقيد الموقف وتأجيج المشاعر. ويأمل العقلاء في أن تسود الحكمة والمسؤولية لتهدئة الأجواء ومنع تفاقم الأزمة، بما يخدم مصلحة الكرة المصرية بشكل عام.
إن الحفاظ على الروح الرياضية ونبذ كافة أشكال التعصب يمثلان تحديًا مستمرًا في المشهد الكروي المصري. وتقع على عاتق مسؤولي الأندية، لاعبين وإداريين، مسؤولية كبرى في ترسيخ هذه القيم النبيلة من خلال تصرفاتهم وتصريحاتهم، ليكونوا نموذجًا يُحتذى به. وتبقى هذه الواقعة بمثابة جرس إنذار وتذكير بأهمية المسؤولية التي يتحملها كل من يتولى منصبًا قياديًا في الكيانات الرياضية الكبرى، فكلماتهم محسوبة وأفعالهم مرصودة.