عيد الأضحى من أعظم الأيام عند المسلمين لما يحمله من شعائر جليلة وسنن نبوية عظيمة تجمع بين التعبد والفرح والتقرب إلى الله عز وجل، يستعد له المسلمون في كل مكان باستحضار معاني الطاعة والتقوى، والسعي لاتباع سنة النبي ﷺ في كل ما يتعلق بيوم النحر وما قبله من أيام العشر المباركة.
من أبرز السنن التي حثّ النبي ﷺ عليها في عيد الأضحى هي الغسل والتكبير والتجمّل لصلاة العيد، فقد ثبت أن النبي ﷺ كان يغتسل يوم العيد، وأوصى المسلمين بذلك رجالًا ونساء كبارًا وصغارًا، كما أن التكبير سنة مؤكدة يبدأ وقتها من مغرب ليلة العيد ويستمر حتى دخول الإمام لصلاة العيد من الصيغ المحببة "الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد"، ويسن الجهر بالتكبير في الأماكن العامة كالمساجد والطرقات إظهارًا للفرح
يستحب أيضًا التطيّب ولبس أحسن الثياب قبل الذهاب إلى صلاة العيد تأسّيًا بالنبي ﷺ الذي قال "إن هذا يوم جعله الله عيدًا للمسلمين فاغتسلوا ومن كان عنده طيب فلا يضره أن يمس منه"، كذلك من السنن تناول عدد وتر من التمرات قبل الخروج للصلاة مثل ثلاث أو خمس تمرات.
من الأمور المستحبّة كذلك أن يذهب المسلم إلى المصلى ماشيًا وأن يعود من طريق آخر غير الذي أتى منه، وهذا ما كان يفعله النبي ﷺ يوم العيد.
تأتي الأضحية كإحدى أعظم شعائر هذا اليوم حيث يُستحب للمضحي أن يمتنع عن قص شعره وأظافره منذ بداية شهر ذي الحجة حتى يذبح أضحيته، لقول النبي ﷺ "إذا رأيتم هلال ذي الحجة وأراد أحدكم أن يضحي فليمسك عن شعره وأظفاره"، ويجب أن تكون الأضحية بعد صلاة العيد، فلا يصح أن تذبح قبلها.
عند الذبح لا بد من التسمية بقول "بسم الله والله أكبر" ويفضّل أن يأكل المضحي من أضحيته ويتصدق بالباقي كما كان يفعل النبي ﷺ ويستحب كذلك تأخير الأكل يوم عيد الأضحى حتى الرجوع من الصلاة بخلاف عيد الفطر الذي يُستحب فيه الأكل قبل الذهاب للصلاة.
صلاة العيد شعيرة عظيمة تعد سنة مؤكدة عند الشافعية والمالكية وواجبة عند الحنفية وفرض كفاية عند الحنابلة تُصلى جماعة أو فرادى وتتكون من ركعتين دون أذان أو إقامة ويُستحب حضورها والتبكير إليها بعد الفجر.
أما بالنسبة للحجاج فإن يوم الأضحى يتزامن مع أدائهم لمناسك عظيمة كالحلق أو التقصير بعد رمي جمرة العقبة وذبح الهدي وطواف الإفاضة تختلف تفاصيل الحلق بحسب المذاهب الفقهية لكن الأصل فيه أنه شعيرة من شعائر يوم النحر.
عيد الأضحى هو يوم تتجلى فيه معاني العبادة والتقرب إلى الله إلى جانب البهجة والتوسعة على النفس والأهل في مشهد يجمع بين الروحانية والمودة بين الناس.