في ظل التحضيرات المعتادة لعيد الأضحى المبارك، تزداد معدلات استهلاك اللحوم بشكل كبير داخل البيوت المصرية والعربية، وهو ما يستدعي وعيًا أكبر بطرق التعامل الصحيحة مع اللحوم لضمان السلامة الغذائية وتفادي أي أضرار صحية محتملة.

 

ومن بين أبرز التحذيرات التي أطلقها المختصون، ما يتعلق بعادة شائعة تمارسها الكثير من ربات البيوت، وهي غسل اللحمة بالماء قبل طهيها مباشرة، وهو أمر قد يبدو منطقياً للنظافة، لكنه في الحقيقة يمثل خطراً صحياً جسيماً.

 

تحذر المؤسسات الصحية والغذائية، منها منظمة الصحة العالمية (WHO) وهيئات الرقابة الغذائية، من غسل اللحوم الحمراء أو البيضاء بالماء قبل الطهي، لأن هذه العادة قد تؤدي إلى انتشار البكتيريا الموجودة على سطح اللحمة، مثل السالمونيلا والإي كولاي، على أسطح المطبخ والأواني واليدين، مما يزيد من فرص الإصابة بالتسمم الغذائي، خصوصًا إذا لم يتم تعقيم المكان بشكل دقيق بعد الغسل.

 

أوضح خبراء التغذية وسلامة الغذاء أن عملية الغسل لا تقضي على البكتيريا أو الجراثيم، بل تساعد في انتقالها فقط.

 

الطريقة الوحيدة للتخلص من هذه الكائنات الدقيقة هي طهي اللحوم جيدًا على درجات حرارة مرتفعة تضمن القضاء عليها بالكامل.

 

وفي عيد الأضحى، حيث يتم ذبح الأضاحي وتوزيع اللحوم طازجة، يميل البعض إلى الاعتقاد بأن اللحوم تحتاج إلى تنظيف بالماء والخل أو الليمون قبل الطهي.

 

هذا السلوك لا يضيف قيمة حقيقية من حيث الأمان الغذائي، بل قد يعرض العائلة للخطر، خصوصًا إذا تم غسل اللحوم في حوض المطبخ الذي يُستخدم أيضًا لتحضير مكونات أخرى مثل الخضروات أو أدوات المائدة.

 

يؤكد الأطباء وخبراء التغذية أن التعامل مع اللحوم يجب أن يتم بحذر، وينصح باتباع بعض الخطوات الآمنة، منها: حفظ اللحمة في درجة حرارة مناسبة في الثلاجة أو الفريزر، وعدم تركها مكشوفة، وفصلها عن باقي الأطعمة، وغسل اليدين جيدًا بعد لمسها.

 

كما يُفضل استخدام ألواح تقطيع وسكاكين مخصصة للحوم فقط، وغسلها وتعقيمها بعد كل استخدام.

 

وينصح أيضًا بطهي اللحوم على درجة حرارة لا تقل عن 75 درجة مئوية، لضمان نضجها الكامل وقتل أي بكتيريا قد تكون موجودة.

 

أما في حالة الرغبة في إزالة بقايا الدم أو الشوائب من اللحمة قبل الطهي، فيمكن مسحها برفق بمناديل ورقية نظيفة مخصصة للطعام دون الحاجة لاستخدام الماء.

 

عيد الأضحى مناسبة دينية عظيمة تحمل في طياتها قيم الرحمة والتكافل، إلا أن جزءاً من هذه المناسبة يرتبط بثقافة غذائية يجب أن تُدار بوعي ومسؤولية.

 

إن إدراك مخاطر بعض العادات الغذائية الخاطئة، مثل غسل اللحوم قبل طهيها، يساهم في حماية صحة الأسر والحد من الأمراض التي قد تفسد فرحة العيد.

 

لذا، فالتصرف السليم ليس فقط في حسن الطهي وتوزيع الأضاحي، بل أيضاً في كيفية التعامل مع مكوناتها من اللحظة الأولى.