شهدت منطقة الجيزة، صباح اليوم، واقعة مأساوية بعدما لقي طالب مصرعه غرقًا في مياه نهر النيل، وذلك أثناء محاولته السباحة دون إلمام كافٍ بأساسيات السباحة، مما أدى إلى وفاته في الحال.

 

وقد سارعت الأجهزة الأمنية إلى موقع الحادث فور تلقي البلاغ، وتم انتشال الجثة بمعرفة فرق الإنقاذ النهري، ونقلها إلى مشرحة المستشفى، تمهيدًا لعرضها على الطب الشرعي.

 

غرق طالب في نهر النيل بالجيزة: التحقيقات تكشف التفاصيل والنيابة تأمر بدفن الجثة

تلقت غرفة عمليات النجدة بمحافظة الجيزة بلاغًا من أحد المواطنين، يفيد برؤية شخص يغرق في مياه النيل بدائرة قسم شرطة الجيزة على الفور، تحركت قوات الإنقاذ النهري ورجال المباحث إلى المكان المشار إليه، وبالفعل تمكنت فرق الغطس من تحديد موقع الجثة وانتشالها من المياه بعد محاولات استمرت لعدة دقائق.

 

وبحسب المعاينة الأولية التي أجرتها قوات الشرطة والنيابة العامة، تبين أن المتوفى طالب في إحدى المراحل الدراسية، وقد توجه إلى النيل بصحبة عدد من أصدقائه في نزهة ترفيهية، لكنه نزل إلى المياه للاستحمام، إلا أن جهله بفنون السباحة وعدم قدرته على مقاومة التيار المائي أديا إلى غرقه.

 

نتائج التقرير الطبي

أوضح التقرير الطبي الذي أُعد عقب الكشف الظاهري على جثة الطالب، أن الوفاة ناتجة عن "إسفكسيا الغرق"، وهي حالة تحدث نتيجة انسداد مجرى التنفس بالماء، ما يؤدي إلى توقف عضلة القلب بشكل مفاجئ.

 

كما أكدت المعاينة الطبية عدم وجود أي إصابات ظاهرية على الجثة، سواء في الرأس أو الجسم، ما يعزز من احتمالية الغرق العرضي دون وجود شبهة جنائية.

 

وبناءً على ذلك، أمرت النيابة العامة بالتصريح بدفن الجثة، بعد استيفاء الإجراءات القانونية اللازمة والتأكد من عدم وجود شبهة جنائية.

 

التحقيقات الأولية وشهادات الشهود

استمعت النيابة إلى أقوال عدد من شهود العيان، من بينهم أصدقاء الطالب الذين أكدوا أن زميلهم لم يكن يجيد السباحة، ورغم ذلك أصرّ على النزول إلى المياه في منطقة غير مؤهلة للسباحة، ولا تتوفر بها وسائل أمان أو إشراف.

 

وأشار الشهود إلى أنهم حاولوا إنقاذه بمجرد ملاحظتهم أنه يواجه صعوبة في الخروج من الماء، إلا أن سرعة التيار وقلة خبرتهم حالت دون تمكنهم من مساعدته، ما دفعهم إلى طلب المساعدة من المارة والاتصال بالإسعاف والشرطة على الفور.

 

دور الإنقاذ النهري والشرطة

أشاد الأهالي بسرعة استجابة فرق الإنقاذ النهري، التي وصلت في وقت قياسي إلى الموقع، ونجحت في انتشال الجثمان من المياه دون تأخير وقد قامت الشرطة بتأمين المكان وإبعاد المواطنين لتسهيل مهمة فرق الغطس، إلى جانب تحرير محضر رسمي بالواقعة لتوثيق تفاصيلها، وإحالته إلى النيابة العامة لاستكمال التحقيقات.

 

تحذيرات ودعوات للتوعية

أعادت هذه الحادثة إلى الأذهان ضرورة التوعية بمخاطر السباحة في الأماكن غير المخصصة لذلك، خاصة في نهر النيل الذي يتميز بمناطق تيار قوية قد تكون قاتلة حتى لمن يجيد السباحة.


وطالب عدد من الأهالي بضرورة وضع لوحات تحذيرية على ضفاف النيل، وتنظيم حملات توعية لطلاب المدارس والجامعات، حول مخاطر الاستحمام العشوائي في النهر، والتأكيد على أهمية اتخاذ تدابير الأمان عند التواجد قرب المسطحات المائية.

 

كما دعا مختصون إلى فرض رقابة أشد على المناطق الشعبية التي يكثر فيها نزول الشباب إلى المياه دون إشراف أو وجود وحدات إنقاذ قريبة، الأمر الذي يعرض حياتهم للخطر.


تبقى مثل هذه الحوادث المؤلمة جرس إنذار متجدد لضرورة توخي الحذر وتوعية فئات الشباب والمراهقين بمخاطر السلوكيات العشوائية، خاصة في الأماكن الطبيعية التي قد تبدو للوهلة الأولى آمنة لكنها تخفي الكثير من المخاطر.

 

وفي الوقت الذي شيّع فيه أهالي الطالب جنازته في مشهد مهيب، تتجدد مطالب المجتمع بضرورة توفير بدائل آمنة للترفيه تضمن حماية الأرواح، وتحد من تكرار مثل هذه المآسي.