في مشهد يُظهر قوة الطبيعة الهائلة، استيقظ سكان القاهرة ومحافظات مصرية أخرى فجر الثلاثاء، الثالث من يونيو 2025، على وقع اهتزاز أرضي. هذا الاهتزاز، الذي جاء بعد أسبوع واحد من الآثار التي خلفتها عاصفة الإسكندرية على السواحل الشمالية، لم يكن وليد نشاط محلي، بل كان قادماً من "زلزال" عنيف انطلق من أعماق البحر الأبيض المتوسط، فكيف تمكنت هذه الطاقة من قطع كل هذه المسافة، وهل يُذكرنا هذا بـذكر السابقين الذين شهدوا ظواهر مشابهة؟
السر يكمن في طبيعة الموجات الزلزالية وقوة المصدر (بين 5.8 و 6.6 ريختر). هذه الموجات تسافر لمسافات بعيدة. المنطقة التي وقع فيها الزلزال، على بعد حوالي 500 إلى 600 كيلومتر شمال السواحل المصرية، معروفة بنشاطها التكتوني.
إن تزامن الشعور بهذا "الزلزال" مع الذاكرة القريبة لـعاصفة الإسكندرية جعل الكثيرين يتأملون في قوة الطبيعة وتقلباتها. يستحضر البعض ذكر السابقين وكيف وصفوا أحياناً "فترات" تشهد تواتراً لظواهر طبيعية غير معتادة، وكيف كانوا يفسرونها ويتعاملون معها. العلم الحديث يقدم تفسيرات دقيقة لهذه الظواهر المنفصلة، لكن الرابط في الشعور الإنساني هو الإحساس بعظمة الخالق وقدرته.
عندما وصلت هذه الموجات الزلزالية إلى المناطق المأهولة في مصر، تسببت في اهتزاز المباني. قوة الشعور بالزلزال تتناقص بطبيعة الحال كلما ابتعدنا عن مركزه، لكن قوة هذا "الزلزال" كانت كافية ليظل تأثيره محسوساً.
رحلة هذا "الزلزال" من أعماق المتوسط إلى قلب مصر، خاصة بعد عاصفة الإسكندرية، هي تذكير بأن كوكبنا نظام ديناميكي. ورغم أن مصر لم تتأثر بأضرار، فإن وصول هذه الموجات يؤكد على أهمية الرصد العلمي، ويجعلنا نستلهم من ذكر السابقين الصبر والحكمة.