شهدت مصر خلال الأيام الماضية سلسلة من الهزات الأرضية الخفيفة التي شعر بها سكان الجيزة والغردقة وهو ما أثار تساؤلات عديدة بين المواطنين كان أبرزها هل الزلازل من جنود الله وجاءت الإجابة واضحة في القرآن الكريم بأن الزلازل وغيرها من الظواهر الكونية الكبرى ما هي إلا من سنن الله في خلقه وهي جند من جنوده يسخرها متى شاء وكيفما شاء.

 

الزلازل تذكرة إلهية ورحمة خفية ودعوة للرجوع إلى الله

 ففي قوله تعالى ولله جنود السماوات والأرض وقوله وما يعلم جنود ربك إلا هو تأكيد رباني على أن لله عز وجل جنودا في الكون لا يعلمها إلا هو يستخدمها لحكم متعددة قد تكون تذكيرا لعباده بقدرته أو إنذارا للعصاة أو عقوبة على من طغى وتكبر كما قد تكون رحمة وابتلاء للصالحين ليميز الله بهم درجاتهم ويكفر عنهم ذنوبهم.

 

وأكد علماء الشريعة أن هذه النوازل الكونية ومنها الزلازل ليست مجرد ظواهر طبيعية عشوائية بل لها دور تربوي وروحي في حياة الإنسان فهي توقظ الغافلين وتثبت المؤمنين وتدعو الجميع إلى الرجوع إلى الله والإقلاع عن المعاصي وتدبر آيات الكون وقدرتها على تغيير مجرى الحياة في لحظة واحدة.

 

وأشارت الدكتورة أسماء أنور رئيس قسم النحل بمركز البحوث الزراعية إلى أن الزلازل وغيرها من الكوارث تذكر الإنسان بأنه مخلوق ضعيف مهما بلغ من علم وقوة وأن هناك من هو أقوى منه القادر على أن يغير الأحوال في لمح البصر كما أن هذه الزلازل دعوة للتأمل في خلق الله وللرجوع إلى طريق الإصلاح بعد أن كثرت مظاهر الفساد في الأرض.

 

وقد ورد في كتب الدعاء جملة من الأدعية المستحبة عند وقوع الزلازل منها اللهم يا خفي الألطاف نجنا مما نخاف ومنها اللهم اجعلنا نمشي على أرضك مطمئنين واحفظنا من كل شر وبلاء يا رب العالمين واشملنا برحمتك وفرج عنا الهم في كل وقت وحين واشف مرضانا ومرضى المسلمين كما ورد دعاء شامل يقول اللهم إنك أنت الله لا إله إلا أنت أنت الغني ونحن الفقراء إليك اللهم ادفع عنا البلاء والبراكين والزلازل والمحن وجميع الفتن ما ظهر منها وما بطن واحفظنا فأنت خير الحافظين.

 

وفيما يتعلق بالهزات الأرضية الأخيرة فقد سجلت الشبكة القومية للزلازل هزة خفيفة بقوة 2.3 درجة على مقياس ريختر شعر بها سكان محافظة الجيزة في حين وقعت هزة أخرى شمال غرب مدينة الغردقة بلغت قوتها 3.33 درجات دون تسجيل أي خسائر أو أضرار.

 

وتعد هذه الهزات تذكرة جديدة بقدرة الله ودعوة مفتوحة إلى الناس جميعا للتوبة والتأمل في ملكوت الله والاتعاظ من هذه الآيات الكونية التي لا تأتي عبثا وإنما لحكمة يعلمها رب العالمين.