تحول احتفال باريس سان جيرمان التاريخي بتتويجه بلقب دوري أبطال أوروبا لأول مرة في تاريخه إلى مشاهد من الفوضى والاشتباكات، سواء في العاصمة الفرنسية باريس أو في مدينة ميونيخ الألمانية التي استضافت النهائي.
عقب نهاية المباراة التي أقيمت على ملعب "أليانز أرينا" وشهدت فوزًا ساحقًا للفريق الباريسي على إنتر ميلان بنتيجة 5-0، اندلعت أعمال شغب في شوارع باريس، خاصة في محيط شارع الشانزليزيه وملعب حديقة الأمراء هذه الأحداث المؤسفة ألقت بظلالها على الفرحة العارمة التي عمت أرجاء العاصمة الفرنسية بعد هذا الإنجاز الكروي الكبير الشرطة الفرنسية واجهت صعوبة في السيطرة على الحشود الغاضبة، مما أدى إلى تدخلات عنيفة واعتقالات واسعة.
وأفادت صحيفة "لوباريزيان" الفرنسية أن الشرطة تدخلت سريعًا لاحتواء التوتر الذي تسبب فيه أشخاص وصفوا بأنهم "ذوو نوايا سيئة"، مستغلين حالة الفرحة الجماهيرية للخروج عن السيطرة قناة "بي إف إم تي في" أكدت أن قوات الأمن ألقت القبض على العشرات ممن أشعلوا الألعاب النارية بشكل عشوائي وشاركوا في أعمال عنف، ما استدعى تدخلًا مباشرًا لفرض النظام.
هذه الأحداث أثارت تساؤلات حول مدى استعداد السلطات الفرنسية للتعامل مع مثل هذه التجمعات الجماهيرية الكبيرة، خاصة في ظل حالة الفرحة العارمة التي كانت متوقعة بعد هذا الفوز التاريخي. يبدو أن بعض العناصر استغلت هذه الفرصة لنشر الفوضى والعنف.
وزير الداخلية الفرنسي برونو ريتيلو علق على الأحداث عبر منصة "إكس" قائلًا: "الهمج استفزوا الشرطة، بينما الجمهور الحقيقي استمتع بالمباراة من منازلهم أو في الأماكن المخصصة للمشاهدة الجماعية".
هذا التصريح يعكس الغضب والاستياء من تصرفات المخربين الذين شوهوا صورة الاحتفالات. الحكومة الفرنسية تعهدت بفتح تحقيق شامل في الأحداث لتحديد المسؤولين وتقديمهم للعدالة من المتوقع أن تتخذ السلطات إجراءات أكثر صرامة في المستقبل لتأمين المناسبات الرياضية الكبرى ومنع تكرار مثل هذه الأحداث.
في موازاة ما حدث في باريس، شهدت ميونيخ التي استضافت النهائي حالة من الازدحام الشديد قبيل المباراة، ما اضطر السلطات إلى إغلاق مهرجان جماهيري كان يقام في الحديقة الأولمبية، حيث كان من المقرر بث المباراة على شاشة عملاقة بحسب تصريحات المتحدث باسم بلدية ميونيخ، فقد سمح لحوالي 20 ألف شخص بالتواجد في المكان، لكن تسلل عدد إضافي من المشجعين بعد امتلاء الساحة بسبب غياب الحواجز الأمنية الصارمة هذا الازدحام الشديد أدى إلى حالة من الفوضى والارتباك، مما استدعى تدخل الشرطة الألمانية لفرض النظام وتأمين سلامة الجماهير.
وفي تطورات أخرى، أفادت شرطة ميونيخ بوقوع مشاجرة في محطة مترو "الجامعة"، ما استدعى استخدام رذاذ الفلفل لفض الاشتباك. وذكرت التقارير أن الجماهير المتعاركة كانت تنتمي إلى الفريقين المتنافسين، غير أن الإصابات كانت طفيفة ولم تُسجل حالات خطرة كما شهد أحد قطارات المترو توقفًا مفاجئًا أدى إلى تأخر العديد من المشجعين في الوصول إلى الملعب، وسط حالة من الارتباك، قبل أن تعود الأمور إلى طبيعتها.
ورغم كل هذه التوترات، مرت عملية مغادرة الجماهير من ملعب أليانز أرينا بعد نهاية المباراة بسلاسة نسبيًا، دون تسجيل حوادث كبيرة، بفضل الإجراءات الأمنية المكثفة وتوزيع الحشود بشكل مدروس وكان باريس سان جيرمان قد توج بلقب دوري الأبطال في نسخته السبعين بعد أداء استثنائي، حيث سجل أشرف حكيمي الهدف الأول في الدقيقة 12، وأضاف ديزيريه دوي هدفين في الدقيقتين 20 و 63، بينما سجل خفيتشا كفاراتسخيليا الهدف الرابع في الدقيقة 73، قبل أن يختتم سيني مايولو الخماسية في الدقيقة 87.
بهذا الانتصار العريض، دخل الفريق الباريسي التاريخ الأوروبي من أوسع أبوابه، لكن احتفالاته كانت مشوبة بمشاهد من الفوضى التي أعادت إلى الأذهان الجدل حول الأمن في المناسبات الكبرى.