شهدت محافظة الإسكندرية فجر اليوم تغيرًا مفاجئًا في الأحوال الجوية، ما أثار قلقًا واسعًا بين المواطنين الذين وصفوا ما حدث بأنه غير معتاد رغم تكرار ظواهر مشابهة سنويًا.
إلا أن ما ميز هذه الموجة من الطقس السيئ هو شدتها، حيث تخللتها برق ورعد كثيف، ورياح قوية، إلى جانب تساقط كرات الثلج في عدد من المناطق داخل المحافظة، مما أحدث حالة من الارتباك وفرض على الجهات المسؤولة اتخاذ إجراءات عاجلة للتعامل مع الموقف.
ومع تزايد استفسارات المواطنين حول تطورات الوضع، بدأت الأجهزة التنفيذية بمحافظة الإسكندرية في التحرك السريع لاحتواء آثار الأمطار الغزيرة التي غمرت العديد من الشوارع.
فقد شرعت فرق الطوارئ في تنفيذ أعمال تصريف مياه الأمطار المتجمعة، لتقليل فرص حدوث أزمات مرورية أو أي أضرار بنية تحتية.
وأكد محافظ الإسكندرية أن جميع الأجهزة المعنية كانت على أهبة الاستعداد لمواجهة هذا التحول المفاجئ في الطقس، مشيرًا إلى أن فرق العمل الميدانية كثفت جهودها منذ الساعات الأولى للفجر.
وفي إجراء احترازي مهم، أعلنت مديرية التربية والتعليم في الإسكندرية عن تأجيل امتحان الشهادة الإعدادية لمدة ساعة واحدة فقط، ليبدأ في تمام العاشرة صباحًا بدلًا من التاسعة، وذلك لإتاحة وقت إضافي للطلاب والمعلمين للوصول إلى المدارس بأمان، خصوصًا مع صعوبة الحركة خلال الساعات الأولى من اليوم.
من ناحية أخرى، ورغم بداية اليوم المضطربة، فقد شهد الطقس تحسنًا تدريجيًا مع مرور الوقت ومع انقشاع السحب وتراجع سرعة الرياح، بدأت درجات الحرارة في الارتفاع نسبيًا، حيث سجلت درجة الحرارة العظمى في الإسكندرية 24 درجة مئوية، فيما بلغت الصغرى 17 درجة، مما دفع عددًا من المواطنين إلى الخروج والاستمتاع بالأجواء المعتدلة على الشواطئ، خصوصًا بعد أن هدأت الأجواء بشكل ملحوظ.
وفي سياق متصل، أصدرت جامعة الإسكندرية بيانًا عاجلًا أعلنت فيه تأجيل كافة امتحانات الكليات والمعاهد التي كان من المقرر عقدها خلال هذا اليوم وأوضح الدكتور عبدالعزيز قنصوة، رئيس جامعة الإسكندرية، أن القرار جاء حرصًا على سلامة الطلاب والعاملين، في ظل الظروف الجوية غير المستقرة، مؤكدًا أن مواعيد جديدة للامتحانات المؤجلة سيتم إعلانها بعد انتهاء إجازة عيد الأضحى المبارك 2025.
كما ناشدت الجهات المختصة المواطنين بضرورة توخي الحذر خلال الساعات القادمة، في ظل احتمالية استمرار حالة عدم الاستقرار الجوي، والتي قد تتجدد خلال اليوم أو غدًا، وفقًا لما أشارت إليه التنبؤات الجوية.
رغم التقلبات الحادة التي شهدتها المدينة، إلا أن تضافر الجهود بين الجهات الحكومية المختلفة ساهم في السيطرة السريعة على الأوضاع وتقليل الأضرار، وسط وعي وتعاون ملحوظ من الأهالي الذين تعاملوا مع الحدث بحذر ومسؤولية.