شهدت محافظة الإسكندرية صباح اليوم تحسنًا واضحًا في الأحوال الجوية، بعد ليلة عاصفة ضربت المدينة بشكل مفاجئ حيث توقفت الأمطار الغزيرة التي استمرت لساعات متأخرة من الليل، وتراجعت سرعة الرياح بشكل كبير، لتبدأ السماء في استعادة صفائها التدريجي، بعد انقشاع السحب المنخفضة والمتوسطة التي غطت أجواء المدينة طوال الليل.
ومع الساعات الأولى من النهار، بدأت مظاهر الحياة تعود إلى طبيعتها، وخرج عدد كبير من أهالي الإسكندرية للاستمتاع بأجواء الطقس المستقرة فقد توافد المواطنون إلى كورنيش المدينة، وجلسوا على المقاعد المنتشرة على امتداد الساحل لمشاهدة البحر الذي استعاد هدوءه النسبي، وسط ارتفاع ملحوظ في درجات الحرارة، حيث سجلت درجة الحرارة العظمى في المدينة 24 درجة مئوية، بينما بلغت الصغرى 17 درجة.
هذا التحسن جاء بعد ليلة استثنائية عاشها سكان الإسكندرية، حيث تعرضت المدينة لموجة مفاجئة من التقلبات الجوية، تميزت بشدة غير معتادة فقد بدأت الحالة الجوية بالتغير مع ساعات الفجر الأولى، حين ضربت عواصف رعدية مفاجئة أرجاء المحافظة، مصحوبة بومضات متتالية من البرق، وأعقبها هبوب رياح شديدة أثارت الرمال والأتربة، قبل أن تبدأ الأمطار في التساقط بغزارة.
الأمطار لم تكن عادية، بل جاءت كثيفة ومستمرة، مصحوبة أحيانًا بكرات من الثلج في بعض المناطق الغربية من المدينة، مما أثار حالة من القلق بين السكان، خصوصًا أن تلك المظاهر الجوية لم تكن متوقعة بحسب التنبؤات السابقة.
واستمرت العاصفة لعدة ساعات، قبل أن تبدأ حدة الأمطار والرياح في الانحسار تدريجيًا مع بزوغ الصباح ورغم ما سببته هذه الأجواء من إرباك، خصوصًا في حركة السير على الطرق السريعة والأنفاق، فإن أجهزة المحافظة تعاملت مع الموقف بسرعة، حيث تم الدفع بسيارات شفط المياه لفتح الطرق وتسهيل الحركة المرورية، وهو ما ساعد على تقليل آثار العاصفة على الحياة اليومية في المدينة.
وتُعد هذه الموجة المفاجئة تذكيرًا واضحًا بطبيعة الطقس المتقلبة التي قد تشهدها المدن الساحلية في هذا الوقت من العام، خاصة مع اقتراب فصل الصيف الذي غالبًا ما يحمل بين طياته تغيرات جوية غير متوقعة.
الإسكندرية اليوم تستعيد عافيتها تحت سماء صافية، وسط أجواء معتدلة شجعت السكان على الخروج من منازلهم للاستمتاع بيوم مشمس على غير المتوقع وعلى الرغم من أن الهدوء قد عاد، إلا أن ليلة الأمس ستبقى في ذاكرة الكثيرين كواحدة من أكثر الليالي تقلبًا في طقس المدينة خلال الفترة الأخيرة.