في لحظة صعبة على جماهير الأهلي، أعلن النجم التونسي علي معلول انتهاء رحلته مع القلعة الحمراء، بعدما أبلغته إدارة النادي رسميًا بأن مشواره مع الفريق قد وصل إلى محطته الأخيرة، لينهي بذلك واحدة من أعظم الفترات التي شهدها النادي على مستوى الجبهة اليسرى.

 

وأصدر معلول بيانًا مؤثرًا عبر حساباته الرسمية، خاطب فيه جماهير الأهلي بكلمات حملت الكثير من الشكر والعرفان والحنين، وقال في مستهل رسالته: "جمهور الأهلي العظيم.. تم تبليغي رسميًا بانتهاء مشواري مع الأهلي".

 

وواصل: "طيلة هذه السنوات كنتم لي وطنًا حين ابتعدت المسافات، ودفئًا حين قست المباريات، لم أشعر يومًا أنني وحدي، كنتم ظهري حين انحنت الأيام وقلبي حين غاب الثبات".

 

معلول لم يعتبر رحلته مع الأهلي مجرد تجربة احترافية، بل وصفها بأنها عهد قطعَه مع كيان عظيم، مشيرًا إلى أن انضمامه للأهلي في صيف 2016 لم يكن مجرد توقيع عقد بل ارتباطًا أبديًا بجماهير وكيان لا يقارن.

 

وقال: "منذ لحظة وصولي أدركت أنني دخلت في عهد مع أمة اسمها الأهلي".

 

وتوقف معلول عند تفاصيل سنواته التسع مع الأهلي، مؤكدًا أنها مرت كلمح البصر، لكنها كانت مليئة بكل المشاعر الإنسانية، من فرح وانتصارات، إلى دموع وسجود بعد أهدافه، مؤكدًا أنه لم يكن يومًا مجرد لاعب، بل عاشق حقيقي يرتدي القميص الأحمر بقلب طفل نشأ في المدرجات وتعلم معنى "أهلاوي" قبل أن يتقن المشي.

 

في كلماته الأخيرة، وجه اللاعب التونسي رسالة حب لجماهير الأهلي، مشددًا على أنهم كانوا سببًا رئيسيًّا في صموده وتألقه، قائلاً: "أنتم المعنى الحقيقي، العون في كل لحظة، والصبر في كل غياب، والسند حين كُتب المجد، لم أكن وحدي في أهدافي ولا تمريراتي الحاسمة، كنتم معي دائمًا".

 

وفي سردٍ رقميٍ لمسيرته المضيئة، كشف معلول أنه سجّل 53 هدفًا وصنع 85 هدفًا آخر، ورفع 22 بطولة بقميص الأهلي، مشيرًا إلى أن محبة الجماهير كانت البطولة الأغلى في مشواره كله، وأنه سيظل فخورًا بكونه جزءًا من تاريخ الأهلي، لا لشيء سوى لأنه كان "منهم ولهم وبينهم"، على حد وصفه.

 

وفي ختام بيانه، لم ينس معلول عائلته وزملاءه وكل من عمل معه داخل النادي، موجّهًا الشكر للجميع، وقال: "آن الأوان أن يغادر جسدي التتش، لكن قلبي وظلي سيبقيان هناك، وأدعو كل من يرتدي القميص من بعدي أن يحمله كما حلمنا دائمًا... نحو القمة".

 

واختتم اللاعب بيانه بكلمات تمزج بين الحزن والامتنان: "أنا راحل، لكن الحب باقي... أحبكم إلى الأبد".

 

رحيل علي معلول يعد نهاية حقبة ذهبية في تاريخ الأهلي، ويبقى اسمه محفورًا في قلوب الجماهير، بعد أن كتب فصلاً لا يُنسى في كتاب المجد الأحمر.