تستعد جمهورية مصر العربية للدخول رسميًا في عصر الجيل الخامس (5G) من خدمات الاتصالات، حيث أعلنت وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، ممثلة في الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات، أن الإطلاق الرسمي سيتم يوم الأربعاء 4 يونيو 2025، في خطوة استراتيجية تمهد لتحول رقمي شامل يعزز من تنافسية الاقتصاد المصري ويواكب التطورات العالمية في قطاع التكنولوجيا.
مصر تُطلق خدمات الجيل الخامس رسميًا في 4 يونيو: نقلة رقمية نحو المستقبل
الإعلان الرسمي يأتي بعد قرابة عام من منح أربع شركات اتصالات كبرى في مصر تراخيص تقديم خدمات الجيل الخامس، وهي:
- فودافون مصر
- أورنج مصر
- إي آند مصر (المعروفة سابقًا باتصالات مصر)
- المصرية للاتصالات
وقد دفعت كل شركة 150 مليون دولار للحصول على الترخيص، في صفقة تُمثل أحد أبرز التحركات التنظيمية في سوق الاتصالات المصري منذ سنوات.
ومن المتوقع أن يُعلن عن التشغيل الرسمي خلال احتفالية وطنية تنظمها وزارة الاتصالات بالتعاون مع الشركات الأربع، بحضور قيادات حكومية، وممثلي القطاع الخاص، وشركاء دوليين، في رسالة واضحة عن جاهزية الدولة للمرحلة التالية من تطوير بنيتها التحتية الرقمية.
تصريحات رسمية وخطة وطنية
كان وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، الدكتور عمرو طلعت، قد صرّح في وقت سابق بأن خدمة الجيل الخامس ستطلق خلال النصف الأول من عام 2025، وهو ما يعكس التزام الدولة بتنفيذ خطة التحول الرقمي، وتحسين جودة خدمات الاتصالات، وتوفير بيئة ملائمة لنمو الابتكار في جميع القطاعات.
وأوضح الوزير أن الجيل الخامس ليس مجرد تطوير في سرعة الإنترنت، بل هو منصة رقمية شاملة تدعم التحول في قطاعات كبرى كالصناعة، والتعليم، والنقل، والرعاية الصحية، مما يعزز من كفاءة الخدمات العامة ويرفع من كفاءة الاقتصاد الرقمي.
تغطية تدريجية وتوسّع مستقبلي
بحسب مصادر داخل قطاع الاتصالات، فإن الإطلاق سيكون تدريجيًا، حيث ستبدأ الخدمة في عدد محدود من المحافظات والمناطق الرئيسية، مثل القاهرة الجديدة، العاصمة الإدارية، وبعض مناطق الإسكندرية، قبل أن يتم التوسع إلى باقي المحافظات تدريجيًا خلال الأشهر التالية.
وقد بدأت الشركات بالفعل في إرسال رسائل نصية إلى عملائها تُبلغهم بإتاحة الخدمة، وتشرح كيفية تفعيلها على الأجهزة المتوافقة، بما في ذلك الهواتف التي تدعم تكنولوجيا الجيل الخامس.
مميزات الجيل الخامس: أكثر من مجرد سرعة
يمثل الجيل الخامس نقلة نوعية في طريقة استخدام الإنترنت والاتصالات، حيث يوفر:
- سرعات إنترنت فائقة قد تتجاوز 10 أضعاف الجيل الرابع.
- زمن استجابة منخفض جدًا (Latency)، يصل إلى ميلي ثانية واحدة، ما يجعله مثاليًا للتطبيقات التي تتطلب تفاعلًا لحظيًا.
- دعم ضخم لتطبيقات متقدمة مثل:
- الذكاء الاصطناعي
- إنترنت الأشياء
- السيارات ذاتية القيادة
- المدن الذكية
- الواقع المعزز والافتراضي
وبذلك، يصبح الجيل الخامس حجر الزاوية في بناء الاقتصاد الرقمي، وتعزيز إنتاجية المؤسسات، وتمكين المستخدمين من الوصول إلى خدمات غير مسبوقة.
دعم أهداف مصر الرقمية
يمثل الإطلاق المرتقب لخدمات الجيل الخامس خطوة استراتيجية في طريق تحقيق رؤية "مصر الرقمية"، وهي مبادرة وطنية تهدف إلى التحول نحو الخدمات الإلكترونية، ودعم الابتكار الرقمي، وتوسيع نطاق الاقتصاد المعرفي.
ومن المتوقع أن يُسهم الجيل الخامس في جذب الاستثمارات الأجنبية، وفتح أسواق جديدة أمام شركات التكنولوجيا، وتوفير فرص عمل نوعية في مجالات متطورة مثل الأمن السيبراني، وتحليل البيانات، والحوسبة السحابية.
تأثيرات قطاعية متوقعة
التعليم: سيساعد الجيل الخامس على تعزيز منصات التعليم الإلكتروني، من خلال بث المحتوى عالي الدقة بدون تأخير، ودعم تطبيقات الواقع الافتراضي في التعليم التفاعلي.
الرعاية الصحية: يُمكن أن يُحدث الجيل الخامس ثورة في الطب عن بُعد، حيث يتيح سرعات فورية للاتصال بين الأطباء والمرضى، ويُستخدم في الروبوتات الجراحية التي تحتاج إلى دقة فائقة.
النقل:سيُمكن من تطوير أنظمة النقل الذكي، ومراقبة حركة المرور، ودعم المركبات ذاتية القيادة التي تعتمد على استجابة فورية للبيئة المحيطة.
الصناعة: يسهم في تطوير المصانع الذكية، من خلال التحكم الآني بالآلات والمعدات، وتحليل البيانات الصناعية لتقليل التكاليف وزيادة الإنتاجية.
تحديات منتظرة
رغم التفاؤل الكبير بالإطلاق، إلا أن هناك بعض التحديات المتوقعة، من بينها:
- ارتفاع تكلفة البنية التحتية اللازمة لتوسيع التغطية.
- الحاجة إلى أجهزة تدعم الجيل الخامس، وهو ما يتطلب وعيًا وتوجّهًا من المستهلكين نحو التحديث.
- ضرورة تطوير القوانين المنظمة للبيانات وحمايتها بما يتماشى مع التطور التقني الجديد.
إطلاق خدمات الجيل الخامس في مصر لا يُعد مجرد تطور في خدمات الاتصالات، بل هو علامة فارقة في المسار الرقمي للدولة ومع بداية المرحلة الأولى في 4 يونيو، تُخطو مصر خطوة جديدة نحو المستقبل، حيث تتقاطع التكنولوجيا مع التنمية، وتُفتح آفاق واسعة للابتكار والنمو في مختلف القطاعات.