تعلم الصلاة المسلم الأمانة والانضباط، فهي ليست مجرد عبادة يومية يؤديها الإنسان ليبرئ ذمته، بل هي منهج رباني شامل يربي النفس ويهذب الأخلاق ويرسخ القيم حين يحافظ المسلم على أداء الصلاة في وقتها، فإنه يظهر وفاءه لعهد الله، ويجسد صدق الإيمان الذي يسكن قلبه، فهي كما وصفها النبي صلى الله عليه وسلم: "إن أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة الصلاة، فإن صلحت صلح سائر عمله، وإن فسدت فسد سائر عمله".

 

الصلاة تزرع في النفس روح المسؤولية، لأنها تُحمّل المسلم أمانة عظيمة، وتُعلّمه كيف ينضبط في وقته وسلوكياته فعندما ينهض المؤمن للفجر، ويترك مشاغله للظهر، ويوقف يومه للمغرب والعشاء، فإنه يجاهد ذاته ويُربّي روحه. وهذا الجهاد النفسي يعلمه الصبر، ويقوّي عزيمته، ويجعله أكثر وعيًا بأن الحياة امتحان وليست لهوًا فقط.

 

الصلاة أيضًا تعيد ترتيب أولويات المسلم. فهي توقفه كل يوم خمس مرات ليتأمل: من أنا؟ لماذا أعيش؟ ما غايتي؟ ومع كل سجدة، يتذكّر أن الدنيا ممر، وأن الدار الآخرة هي المستقر، قال تعالى: "واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين" (البقرة: 45).

 

موعد أذان المغرب الجمعة 3 من ذي الحجة 1446هـ


ومع دخول أيام العشر الأوائل من شهر ذي الحجة، وهي من أحب الأيام إلى الله، يحرص المسلمون على مضاعفة الطاعات والتقرب إلى الله عز وجل، وعلى رأسها الصلاة، التي هي عمود الدين.

 

وفيما يلي موعد أذان المغرب اليوم الجمعة 3 من ذي الحجة 1446هـ، الموافق 30 مايو 2025م، في عدد من محافظات الجمهورية، وفقًا للهيئة العامة للمساحة:

 

  • القاهرة: 7:51 مساءً
  • الإسكندرية: 7:59 مساءً
  • أسوان: 7:31 مساءً
  • الإسماعيلية: 7:48 مساءً

 

الأذان ليس مجرد إعلان بدخول الوقت، بل هو نداء من السماء إلى أهل الأرض، تذكير دائم بأن هناك ربًا يُنتظر أن نقف بين يديه وقد شرع الأذان ليعلن عن إقامة شعيرة الصلاة في المجتمع، وهو فرض كفاية على الرجال، إذا قام به البعض سقط عن الباقين، ودليل حي على أن المسلمين أمة تعبد الله جهارًا، وتقيم شعائرها في وضوح وفخر.

 

في صلاة الجماعة تتحقق معاني الوحدة والتماسك، حيث يقف الغني بجوار الفقير، والمسؤول بجانب العامل، لا فرق بين أحد. هذه الصورة ترسّخ في الوجدان مبدأ أن الأمة الواحدة لا تنهض إلا إذا صلحت قلوبها وتجمعت على طاعة الله.

 

قال النبي صلى الله عليه وسلم: "صلاة الجماعة تفضل صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة"، وذلك لما فيها من فضائل، منها: التراحم، والتعارف، ورفع الكلفة، وكسر الغرور بين أفراد المجتمع.

 

العشر من ذي الحجة


ومع حلول ثالث أيام شهر ذي الحجة، تتضاعف بركة الوقت، ويزيد فضل الأعمال الصالحة، وفي مقدمتها الصلاة، فهي الركيزة التي تبني عليها بقية الأعمال وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه الأيام العشر"، فالحرص على الصلاة في وقتها، مع الخشوع والخضوع، هو من أعظم ما يتقرب به في هذه الأيام المباركة.

 

الصلاة ليست فقط وسيلة للاتصال بالله، بل هي أساس لبناء النفس والمجتمع هي مفتاح الطمأنينة، ومصدر الراحة في الدنيا، وهي بإذن الله أول ما يحاسب عليه العبد في الآخرة فلنحرص على صلاتنا، ونغتنم فضل هذه الأيام المباركة، عسى أن نكتب من الفائزين برضا الله وجنته.