أعلن نادي آي سي ميلان الإيطالي، اليوم الخميس، رسميًا عن إقالة مدربه البرتغالي سيرجيو كونسيساو، بعد موسم اعتبر من الأسوأ في تاريخ النادي الحديث، إذ أنهى الفريق الدوري المحلي في المركز التاسع، ما يعني غيابه عن المسابقات الأوروبية للمرة الأولى منذ ستة أعوام.
ميلان يقيل سيرجيو كونسيساو بعد موسم كارثي وغياب عن أوروبا لأول مرة منذ 2019
في بيان نشره عبر حسابه الرسمي على منصة "إكس"، قال نادي ميلان: "يود نادي ميلان أن يشكر سيرجيو وطاقمه على التزامهم واحترافيتهم وتفانيهم الذي أظهروه خلال فترة قيادتهم للفريق في الأشهر الماضية".
وعلى الرغم من لهجة البيان الهادئة والبعيدة عن التوتر، إلا أن القرار يعبر عن حالة من الإحباط داخل أروقة النادي العريق، خاصة مع حجم التوقعات التي رافقت تعيين كونسيساو في ديسمبر الماضي، خلفًا لمواطنه باولو فونسيكا.
بداية واعدة ونهاية مأساوية
عين سيرجيو كونسيساو مدربًا للميلان في منتصف الموسم بعد تراجع نتائج الفريق تحت قيادة فونسيكا، واستبشر جمهور "الروسونيري" خيرًا بالمدرب الذي صنع مجده في بورتو البرتغالي، خاصة بعد أن حقق لقب كأس السوبر الإيطالية في ثاني مباراة له مع الفريق.
لكن هذه البداية المبشرة لم تكن سوى ومضة عابرة، إذ فشل ميلان في تحسين نتائجه في الدوري الإيطالي، وتدهور مستواه بشكل كبير في النصف الثاني من الموسم، ما أدى إلى فقدانه أي فرصة للمنافسة على المراكز الأوروبية.
خروج مبكر من أوروبا وصدمة محلية
من أبرز محطات الفشل التي عجّلت برحيل كونسيساو، الخروج المبكر من دوري أبطال أوروبا، حيث خسر الفريق أمام فينوورد الهولندي في الدور الفاصل في فبراير 2025 تلك الهزيمة لم تكن فقط قاسية على المستوى الرياضي، بل شكّلت ضربة اقتصادية ومعنوية للفريق الذي طالما كان أحد أعمدة الكرة الأوروبية.
وفي مايو، تبدد آخر أمل لإنقاذ الموسم حين خسر ميلان نهائي كأس إيطاليا أمام بولونيا بهدف نظيف، رغم أن الفريق قدّم أداءً مميزًا في نصف النهائي حين أقصى غريمه التقليدي إنتر ميلان. ورغم هذا الإنجاز المعنوي، إلا أن عدم التتويج بالكأس ترك الجماهير في حالة إحباط شديد.
غياب المدرب في الوداع الأخير
في المباراة الأخيرة للموسم أمام مونزا على ملعب سان سيرو، لم يكن كونسيساو حاضرًا على مقاعد البدلاء، بسبب الإيقاف لمباراة واحدة نتيجة طرده في لقاء سابق ضد روما، وهي المباراة التي خسرها ميلان ودفنت معها آمال التأهل لأي بطولة أوروبية في الموسم المقبل.
غياب كونسيساو عن وداع الموسم، وإن كان لأسباب تأديبية، إلا أنه يعبر بشكل غير مباشر عن انفصال بينه وبين الفريق، بعدما فشل في إعادة الحيوية والطموح لمجموعة اللاعبين التي تضم أسماء كبيرة كرفائيل لياو وثيو هيرنانديز ومايك ماينان.
أسئلة كبرى تنتظر إدارة ميلان
إقالة كونسيساو تفتح الباب على مصراعيه أمام تساؤلات عديدة تتعلق بمستقبل الميلان، أبرزها:
- من سيقود المشروع الفني للموسم الجديد؟
- هل هناك نية لإعادة بناء الفريق من الصفر؟
- ما مصير النجوم الكبار في ظل الغياب الأوروبي؟
إدارة ميلان، بقيادة الرئيس جيري كاردينالي، تواجه الآن اختبارًا حاسمًا لإعادة الفريق إلى المسار الصحيح، بعد تراجع مستواه خلال الموسم الحالي، رغم الاستثمارات الكبرى في سوق الانتقالات، وتوفر بنية تحتية متميزة.
مستقبل غامض للفريق واللاعبين
من المتوقع أن تشهد الفترة المقبلة تغييرات كبيرة على صعيد التشكيلة، حيث تشير تقارير إلى احتمالية رحيل بعض الأسماء اللامعة، في ظل عدم وجود مشاركات قارية، وهو ما قد يُضعف القدرة على الاحتفاظ بنجوم الفريق.
كما أن ميلان سيكون مجبرًا على إعادة النظر في استراتيجيته الفنية والإدارية، خصوصًا أن الغياب عن المسابقات الأوروبية سيكون له أثر مالي مباشر على خزينة النادي، ما قد يقلص من قدرة الفريق على دخول سوق الانتقالات بقوة.
نهاية موجعة وطريق معقد للعودة
هكذا، انتهت مغامرة سيرجيو كونسيساو في ميلان بطريقة مؤلمة لكل الأطراف. المدرب البرتغالي، الذي دخل التاريخ من بوابة السوبر، خرج من الباب الضيق دون أن ينجح في ترك بصمة واضحة، بينما يواجه ميلان واحدة من أعقد مراحل إعادة البناء في تاريخه الحديث.
الموسم القادم سيكون مصيريًا بكل المقاييس للنادي الإيطالي، ويبدو أن الإدارة ستكون مطالبة أكثر من أي وقت مضى بإجراء إصلاحات جذرية، إذا ما أرادت استعادة هيبة الروسونيري كأحد أعمدة كرة القدم الأوروبية.