بدأ النادي الأهلي المصري مرحلة جديدة من مسيرته عقب تتويجه بلقب الدوري الممتاز للمرة الـ45 في تاريخه، وذلك بإعلان رحيل ثلاثة لاعبين بارزين عن صفوف الفريق، بالتزامن مع تعيين المدير الفني الإسباني خوسيه ريبيرو لقيادة الفريق في الموسم المقبل، بما فيه من تحديات محلية وقارية وعالمية.

 

الأهلي يبدأ مرحلة جديدة برحيل 3 لاعبين وتعيين خوسيه ريبيرو مدربًا للفريق

هذا التحول السريع بعد ليلة التتويج يعكس رغبة إدارة الأهلي في إعادة هيكلة الفريق وتحديث الدماء استعدادًا للفترة المقبلة التي ستشهد مشاركات قوية، على رأسها كأس العالم للأندية، الذي سينطلق في منتصف الشهر المقبل.

 

وداع بثلاثة أسماء بارزة

عقب الفوز الكبير الذي حققه الأهلي مساء الأربعاء على فاركو بنتيجة 6-0 في ختام مشواره بالدوري المصري، أصدرت إدارة النادي بيانًا رسميًا أعلنت فيه رحيل كل من رامي ربيعة، أكرم توفيق، وحمزة علاء، بعد انتهاء عقودهم مع النادي، وعدم التوصل لاتفاق بشأن التجديد.

 

وأكد البيان أن إدارة النادي قدّرت ما قدمه اللاعبون الثلاثة طوال فترة تواجدهم داخل صفوف الفريق الأول، ولكنهم رفضوا تمديد العقود التي انتهت مع ختام الموسم، وهو ما دفع الأهلي إلى إنهاء العلاقة معهم بالشكل الرسمي والمهني الذي يليق بتاريخهم.

 

رامي ربيعة، أحد أقدم اللاعبين في الفريق، ارتدى قميص الأهلي لسنوات طويلة وشارك في عدد كبير من البطولات المحلية والقارية أما أكرم توفيق، فقد شكل أحد أبرز عناصر الجبهة اليمنى، وكان له دور مهم في المواسم الماضية، فيما يعد حمزة علاء من حراس المرمى الشباب الذين تم تصعيدهم مؤخرًا لكنه لم يحظَ بفرصة المشاركة المستمرة.

 

خوسيه ريبيرو: وجه جديد على رأس الجهاز الفني

في تحول مفاجئ ولافت، جاء إعلان التعاقد مع الإسباني خوسيه ريبيرو مدربًا جديدًا للفريق الأول بعد دقائق من إعلان رحيل الثلاثي وقد وقع المدرب الإسباني عقدًا لمدة عامين مع القلعة الحمراء، في أول تجربة له في منطقة الشرق الأوسط.

 

ريبيرو، الذي قاد مؤخرًا فريق أورلاندو بايرتس الجنوب أفريقي، يمتلك سجلًا تدريبيًا جيدًا في القارة السمراء، حيث نجح في الوصول إلى مستويات متقدمة في البطولات القارية، كما يتمتع بأسلوب يعتمد على اللعب الهجومي والضغط العالي، وهي المدرسة التي تتماشى مع هوية الأهلي وطموحاته.

 

وبحسب مصادر داخل النادي، فإن التعاقد مع ريبيرو جاء بعد دراسة دقيقة لعدد من السير الذاتية، وتم اختياره بناءً على تجربته الأفريقية، وسرعة تأقلمه مع أجواء البطولات الكبرى، وقدرته على العمل مع فرق ذات طموحات عالية.

 

كأس العالم للأندية: أول تحدٍ كبير

من المتوقع أن يخوض المدرب الإسباني أول اختبار رسمي له مع الأهلي في بطولة كأس العالم للأندية، التي ستنطلق منتصف الشهر المقبل وتضع الإدارة، إلى جانب الجماهير، آمالًا كبيرة على هذه المشاركة من أجل تحقيق إنجاز جديد في تاريخ النادي، وتعزيز مكانته كأحد أبرز الأندية في إفريقيا والعالم.

 

ريبيرو سيكون مطالبًا بتحقيق توازن سريع بين التحضير التكتيكي وتجهيز الفريق بدنيًا، خصوصًا أن البطولة تتطلب أعلى مستويات التركيز والانضباط، كما أنها تأتي بعد موسم شاق على المستويين المحلي والقاري.

 

مرحلة انتقالية... واستعداد لخطط طويلة المدى

مع رحيل لاعبين بارزين، وتعيين مدرب جديد، يدخل الأهلي مرحلة انتقالية هامة قد تحمل تغييرات أخرى على مستوى التشكيلة والعناصر الأساسية للفريق وتشير التوقعات إلى أن هناك تحركات منتظرة في سوق الانتقالات الصيفية، سواء من خلال صفقات محلية أو تدعيم الفريق بلاعبين أجانب جدد، لا سيما في بعض المراكز التي شهدت تراجعًا في الأداء خلال الموسم المنقضي.

 

الأهلي، رغم تحقيقه الدوري بشكل مريح، لم يكن في أفضل حالاته على مدار الموسم، خصوصًا مع الضغوط التي واجهها في البطولات القارية لذلك، تسعى الإدارة برئاسة محمود الخطيب إلى إحداث نقلة نوعية تضمن استمرار التتويج محليًا، واستعادة السيطرة الأفريقية، وتحقيق إنجازات على الساحة العالمية.

 

رحيل رامي ربيعة وأكرم توفيق وحمزة علاء، إلى جانب التعاقد مع خوسيه ريبيرو، ليست مجرد تغييرات إدارية أو فنية، بل تمثل مؤشرات واضحة على بداية فصل جديد في تاريخ الأهلي فصل يأمل فيه النادي أن يواصل حصد البطولات، لكن بأسلوب جديد وبقيادة فنية مغايرة.

 

الأسابيع المقبلة ستكون حاسمة في رسم ملامح موسم 2025–2026، سواء من خلال تحركات سوق الانتقالات أو الاستعداد لكأس العالم للأندية، وهي البطولة التي قد تكون أولى خطوات المدرب الجديد نحو كتابة اسمه في سجل إنجازات القلعة الحمراء.