أعلن نادي السد القطري عن تجديد عقد نجم الفريق أكرم عفيف، أحد أبرز لاعبي الكرة الآسيوية، دون الكشف عن تفاصيل الصفقة من حيث القيمة المالية أو مدة العقد بشكل دقيق، إلا أن المؤشرات القادمة من داخل النادي تشير إلى أن الاتفاق الجديد قد يمتد "مدى الحياة"، في خطوة تعكس مدى تمسك السد بخدمات نجمه الأول.

ويُعد أكرم عفيف، البالغ من العمر 28 عامًا، أحد أهم الأسماء في تاريخ الكرة القطرية الحديثة، وتُوج بلقب أفضل لاعب في آسيا عام 2019 بعد تألقه اللافت مع السد والمنتخب القطري.

وقد شكلت خطوة التجديد معه مفاجأة للبعض، خاصة بعد تداول تسريبات تشير إلى أن العقد الجديد قد يبقيه في صفوف الفريق حتى نهاية مسيرته الرياضية، مقابل راتب ضخم يصل إلى 9 ملايين يورو سنويًا، وهو نفس قيمة عقده السابق مع النادي والذي ينتهي خلال الصيف الحالي.

ما لفت الأنظار بشكل خاص في هذه الصفقة هو المقارنة المباشرة التي أُجريت بين ما يتقاضاه عفيف في الدوري القطري، وما يحصل عليه النجم الإسباني الصاعد لامين يامال، لاعب نادي برشلونة.

ووفقًا لتقديرات متداولة في وسائل إعلام أوروبية، فإن عقد يامال الجديد يمنحه راتبًا سنويًا يقدّر بـ8 ملايين يورو صافية، بالإضافة إلى حوافز مالية مرتبطة بعدد المباريات، والأهداف، والبطولات، والجوائز الفردية مثل الكرة الذهبية، ما قد يرفع دخله السنوي إلى ما بين 15 و20 مليون يورو في حال تحقيق جميع الأهداف.

ورغم أن عفيف لا يملك حوافز مشابهة في عقده المُسرب، فإن قيمة راتبه الأساسي وحدها، والتي قد تكون ثابتة دون اشتراطات أداء، تجعله يتفوق على نجم برشلونة الشاب من حيث الراتب الثابت، وهو أمر يثير التساؤلات حول الفروقات بين الدوريات، ومدى قدرة الأندية في الشرق الأوسط على تقديم عروض مالية تفوق تلك المتاحة في أوروبا، حتى لأبرز المواهب الصاعدة.

وتأتي هذه الخطوة في وقت يشهد فيه الدوري القطري تحركات ملحوظة لتعزيز مكانته آسيويًا وعالميًا، مستفيدًا من البنية التحتية المتطورة التي خلفها تنظيم البلاد لبطولة كأس العالم 2022، فضلاً عن استقرار اقتصادي يسمح للأندية بتقديم عقود ضخمة للنجوم المحليين والدوليين على حد سواء.

كما تعكس الصفقة رغبة السد في الحفاظ على استقرار الفريق وتكوين قاعدة قوية من اللاعبين المحليين، في ظل التنافس المستمر مع أندية الدوري المحلي مثل الدحيل والريان، إضافة إلى مشاركاته المتكررة في دوري أبطال آسيا.

وتعد صفقة عفيف نموذجًا واضحًا لتحول كبير في سوق الانتقالات الإقليمي، حيث باتت الأندية الخليجية قادرة على الاحتفاظ بنجومها ومنع انتقالهم لأوروبا من خلال إغراءات مالية قد تتفوق على ما تُقدمه أندية النخبة الأوروبية.

هذا التحول ربما يُعيد تشكيل خريطة الكرة الآسيوية، ويمنح الدوري القطري دفعة جديدة نحو الاحترافية على مستوى الاستثمار والعقود، رغم التفاوت الفني الكبير مقارنة بالدوريات الأوروبية الكبرى.