أثار الإعلامي توفيق عكاشة جدلًا واسعًا بتصريحاته حول موعد انتهاء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، مشيرًا إلى أن نهايتها ستكون خلال شهرين فقط، استنادًا إلى ما وصفه بأسطورة "شمشون" في العقيدة اليهودية، والتي قال إنها تتضمن إشارات خفية لسيناريو مشابه لما يحدث اليوم في غزة.

عكاشة أوضح أن تصريحات حكومة الاحتلال الإسرائيلي بشأن انتهاء الحرب بعد شهرين ليست عشوائية، بل تأتي في إطار خطة مرسومة بدقة، ترتبط برمزية دينية تاريخية مأخوذة من أسطورة شمشون التي وردت في "سفر القضاة" في العهد القديم.

ووفقًا لعكاشة، فإن هذه الأسطورة تشير إلى أن الحرب يجب أن تنتهي في الشهر الـ23، وهو ما يتطابق مع موعد نهاية الحرب الحالية إذا استمرت شهرين آخرين فقط.

وفي سياق حديثه، أشار عكاشة إلى أن الحرب ستنتهي بالفعل في هذا التوقيت، لكنه زعم أن ما سيكون صادمًا هو أن عدد سكان غزة المتبقين سيكون قليلًا للغاية، بينما سيرحل معظم السكان منها، دون أن يوضح طبيعة هذا الرحيل أو أسبابه، وهل سيكون قسريًا أم ناتجًا عن ظروف الحرب.

تصريحات عكاشة أثارت الكثير من المخاوف والتكهنات، خصوصًا أن الحديث عن مغادرة سكان غزة جاء في وقت يشهد فيه القطاع دمارًا واسعًا، وخسائر بشرية فادحة تجاوزت بحسب الإحصاءات أكثر من 53 ألف شهيد، بينهم آلاف الأطفال والنساء.

كثير من النشطاء الفلسطينيين ردوا على تلك التصريحات بالتشكيك، مؤكدين أن هذه التوقعات لا تستند إلى أي وقائع حقيقية، وإنما مجرد تحليلات تحمل طابع التهويل والتهديد المعنوي.

وتحمل أسطورة شمشون، بحسب المزاعم اليهودية، دلالات عميقة في الوعي الديني والسياسي الإسرائيلي تجاه غزة.

وتقول الأسطورة إن شمشون كان يتمتع بقوة خارقة منحها له الله، وكانت تكمن في شعره الذي لم يُقص منذ ولادته، وقد تمكن باستخدام هذه القوة من قتل أسد بيديه العاريتين، ومن القضاء على ألف فلسطيني باستخدام فك حمار، وفقًا لما ورد في الأسطورة، كما تقول الرواية إن نهاية شمشون كانت بانهيار المعبد عليه وعلى أعدائه في غزة.

وتشير هذه الرواية إلى عداء متجذر بين شمشون وسكان غزة، وهي الرواية التي يستخدمها البعض في إسرائيل كخلفية رمزية لتبرير الصراع الطويل مع الفلسطينيين، خاصة في القطاع.

ويزعم عكاشة أن صناع القرار في إسرائيل يتعاملون مع الحرب الحالية كامتداد رمزي لتلك القصة، معتبرين أن النهاية يجب أن تشبه نهاية شمشون، من حيث اكتمال المدة وعدد الضحايا وتفريغ غزة من سكانها.

بين الرفض الشعبي الفلسطيني لهذا السيناريو، والتأكيد الإسرائيلي المعلن على أن الحرب ستتوقف خلال شهرين، يبقى الواقع في غزة مليئًا بالغموض، وسط تخوفات من أن تكون المرحلة القادمة أكثر قسوة على السكان الذين تحملوا ويلات القصف والتجويع والتشريد، لأكثر من عام ونصف، في واحدة من أطول الحروب في تاريخ الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.