في مشهد يعكس واقعًا معقدًا في كواليس تجديد العقود داخل الأندية الكبرى، فجر الإعلامي الرياضي سيف زاهر مفاجأة من العيار الثقيل، حين كشف عن تصرف مثير للجدل من قبل ثلاثة لاعبين خلال مفاوضاتهم مع ناديهم لتجديد عقودهم، إذ أحضر كل منهم أحد أقربائه للعمل كوكيل له، مطالبًا بنسبة من التعاقد، وهو ما تسبب في ارتباك وتوتر داخل إدارة النادي.
بحسب تصريحات زاهر، فإن اللاعبين الثلاثة كانوا قد توصلوا لاتفاق شبه كامل مع إدارتهم حول البنود المالية والفنية لعقودهم الجديدة، إلا أن اللحظات الأخيرة قبل التوقيع شهدت تحولًا غير متوقع.
إذ فوجئت الإدارة بأن أحد اللاعبين أحضر شقيقه، فيما اصطحب الآخر ابن خاله، وأصر كل منهما على الحصول على 10% من قيمة العقد باعتبارهما وكيلي أعمال رسميين أما اللاعب الثالث، الذي لا تزال المفاوضات جارية بشأن تجديد عقده، فقد كرر السيناريو ذاته عبر إشراك أحد أقربائه في عملية التفاوض، بشكل مفاجئ وغير متفق عليه مسبقًا.
ووصف زاهر هذا المشهد بـ"الكوميدي"، محذرًا من خطورته على استقرار العلاقة بين اللاعبين وأنديتهم، مؤكدًا أن على الإدارات أن تتخذ مواقف حازمة أمام هذا النوع من الابتزاز المقنّع، وألا تسمح بتحول قضايا التعاقد إلى صفقات عائلية.
هذا السلوك أعاد إلى الأذهان ما حدث مؤخرًا مع أحمد سيد "زيزو"، نجم الزمالك، الذي أثارت مفاوضات تجديد عقده جدلًا واسعًا، بعدما تدخل والده في العملية كممثل له، وفرض شروطًا مادية صعبة حالت دون الوصول إلى اتفاق.
إدارة الزمالك اعتبرت أن والد اللاعب عطّل المفاوضات وطالب بنسبة كبيرة من الصفقة، مما أشعل خلافات عميقة بين الطرفين الأزمة تطورت إلى حد إعلان النادي تحويل "زيزو" للتحقيق، مع إلزامه بخوض تدريبات منفردة حتى نهاية عقده، وسط أنباء قوية عن اقترابه من الانضمام إلى الأهلي في صفقة انتقال حر.
هذه الحوادث المتكررة تسلط الضوء على تحول خطير في علاقة اللاعبين بأنديتهم، إذ لم تعد التفاوضات تتم وفق قواعد مهنية واضحة، بل باتت تشهد تدخلات من أفراد غير مختصين، مما يربك مسار المفاوضات ويضع الأندية في مواقف صعبة.
كما تبرز هذه الحالات خللًا في إدارة بعض اللاعبين لمسيرتهم الاحترافية، حيث تتحول قضايا مستقبلهم المهني إلى صراعات عائلية تتعارض مع مصالح الأندية ومبادئ الاحتراف
ومن جانبها، تواجه إدارات الأندية تحديًا كبيرًا في الحفاظ على انضباط العملية التعاقدية، خصوصًا مع تصاعد ظاهرة "وكلاء الأقارب"، التي قد تفتح الباب أمام تدخلات غير مبررة، وتؤثر سلبًا على أجواء الفريق.
كما يطالب كثير من المتابعين بسنّ قوانين واضحة من جانب الاتحاد المحلي لتنظيم من يحق له تمثيل اللاعبين في التفاوض، بما يضمن النزاهة والشفافية، ويمنع تكرار هذا النوع من التجاوزات.
في نهاية المطاف، تبقى الأندية مطالبة بالتعامل بحزم واحترافية مع مثل هذه الحالات، للحفاظ على استقرارها المالي والفني، في ظل ما يشهده سوق الانتقالات من فوضى وتدخلات خارجية لا تمت بصلة لروح التعاقدات الرياضية.