يخوض الأهلي، مساء اليوم الأربعاء، واحدة من أهم مبارياته هذا الموسم، حين يستقبل فريق فاركو على ملعب القاهرة الدولي، في ختام منافسات الدوري المصري الممتاز 2024-2025، في لقاء يحمل بين طياته الكثير من الترقب والقلق، إذ يسعى الفريق الأحمر لحسم اللقب رقم 45 في تاريخه، وسط تحديات ومخاوف تلوح في الأفق.
الأهلي يدخل المواجهة وهو متصدر جدول الترتيب برصيد 55 نقطة، بفارق نقطتين فقط عن مطارده بيراميدز صاحب المركز الثاني، والذي يواجه في التوقيت ذاته فريق سيراميكا كليوباترا.
وتكفي الأهلي نتيجة التعادل أو الفوز لضمان التتويج رسميًا دون النظر إلى نتيجة المباراة الأخرى، إلا أن سيناريوهات مفاجئة تهدد الحلم الأحمر في اللحظة الأخيرة أول المخاوف الحقيقية تتمثل في مفاجآت فريق فاركو، الذي قدم موسمًا مميزًا ونجح في التأهل لمجموعة التتويج مبكرًا، متفوقًا على عدة فرق ذات تاريخ، وابتعد تمامًا عن دوامة الهبوط.
الفريق البرتقالي أثبت قدرته على مقارعة الكبار، وكان له دور مباشر في تعطيل مسيرة بيراميدز نحو الصدارة، عندما هزمه بنتيجة 3-2 في المرحلة النهائية كما أن فاركو لم يكن صيدًا سهلًا للأهلي، وسبق أن فرض عليه التعادل 1-1 في الدور الأول، مما يؤكد أن الفريق يعرف كيف يوقف الكبار.
ثاني كوابيس الأهلي هي نيران زهير المترجي، اللاعب المغربي الذي بات بمثابة "شبح" مزعج للفريق الأحمر المترجي سجل في مرمى الأهلي خلال مواجهة سابقة بقميص فاركو، كما أنه لا يُنسى من ذاكرة الجماهير بعد الثنائية الشهيرة التي أحرزها بقميص الوداد في نهائي دوري أبطال أفريقيا 2022، حين هز شباك محمد الشناوي بقذائف صاروخية قادت الفريق المغربي للتتويج القاري.
يمتلك المترجي سجلًا تهديفيًا مؤلمًا ضد الأهلي، ومعروف بتسديداته بعيدة المدى، مما يفرض حالة من الحذر الشديد أمامه أما الكابوس الثالث، فهو كابوس التاريخ، وتحديدًا موسم 2002-2003، عندما ضاعت البطولة من بين يدي الأهلي في اللحظات الأخيرة، بعد هزيمته من إنبي بهدف قاتل سجله سيد عبد النعيم، في الوقت الذي فاز فيه الزمالك على الإسماعيلي واقتنص الدرع.
تلك الذكرى تبقى حاضرة في أذهان الجماهير، وتثير القلق من تكرار نفس السيناريو إذا تعثر الفريق الأحمر، وفاز بيراميدز في مباراته ورغم تلك التحديات، فإن الأهلي يمتلك عناصر خبرة وقدرة على التعامل مع مثل هذه المواجهات المصيرية، ويأمل عشاقه أن يكون الفريق في الموعد لتفادي أي مفاجآت، وحسم اللقب بطريقة تليق بتاريخه، بعيدًا عن سيناريوهات الدراما والانتظار لما ستسفر عنه مباراة بيراميدز وسيراميكا.
هي ساعات حاسمة في سباق الدوري المصري، وستكون أعين الملايين معلّقة بشاشات التلفاز، بين حلم الأحمر بالحسم، وآمال بيراميدز في معجزة اللحظات الأخيرة، ومفاجآت فاركو التي قد تخلط الأوراق في ليلة لا تقبل أنصاف الحلول.