لم يمض وقت طويل على إعلان نادي ريال مدريد الإسباني تعيين المدرب الإسباني تشابي ألونسو مديرًا فنيًا جديدًا للفريق خلفًا للإيطالي كارلو أنشيلوتي، حتى بدأت أولى الأزمات في الظهور داخل أروقة النادي الملكي.
الأزمة ليست بسيطة، بل تتعلق بثقة اللاعبين وخيارات فنية وإدارية حساسة، وهو ما ينذر ببداية مشحونة لمسيرة المدرب الشاب في قلعة سانتياغو برنابيو.
رحيل أنشيلوتي واستقدام ألونسو
أعلن ريال مدريد رسميًا رحيل المدرب المخضرم كارلو أنشيلوتي بعد نهاية الموسم، حيث قرر تولي مهمة تدريب المنتخب البرازيلي وبعد فترة من الترقب، وقع اختيار إدارة النادي على تشابي ألونسو، أحد نجوم الفريق السابقين والمدرب الذي صنع نجاحًا لافتًا في تجربته مع نادي باير ليفركوزن الألماني.
ألونسو قاد الفريق الألماني لتحقيق الثنائية المحلية للمرة الأولى في تاريخه، وفاز بإشادة محلية وأوروبية كبيرة بفضل أسلوبه التكتيكي وطريقة تعامله مع اللاعبين. إلا أن تلك النجاحات لا تعني بالضرورة تكرار النجاح في بيئة معقدة مثل ريال مدريد.
بحسب ما كشفه تقرير لموقع "فوت ميركاتو" الفرنسي، فإن ألونسو يواجه أول أزمة له داخل أسوار ريال مدريد، وتتمثل في حالة من التوتر والقلق بين بعض اللاعبين بسبب قرارات متوقعة تتعلق بتشكيلة الموسم المقبل، خصوصًا ما يتعلق بمصير اثنين من اللاعبين المخضرمين لوكا مودريتش ولوكاس فاسكيز.
التقرير أشار إلى أن هناك استياء من بعض اللاعبين داخل غرفة الملابس بسبب ما وصفوه بـ "التخلي غير اللائق" عن لوكا مودريتش، الذي يعتبر من رموز الفريق وأحد أبرز المساهمين في النجاحات الأخيرة التي حققها النادي، سواء محليًا أو أوروبيًا.
أما اللاعب الآخر فهو لوكاس فاسكيز، الذي تردد أن الإدارة والمدرب الجديد يفكران في إنهاء مشواره مع الفريق بعد سنوات طويلة من العطاء في صفوف النادي الملكي هذه الخطوة لم تلقَ ترحيبًا من بعض العناصر في الفريق، خاصة أن فاسكيز يعتبر من اللاعبين الذين يتمتعون بشعبية واحترام كبير داخل غرفة الملابس.
القلق من الخطط التكتيكية الجديدة
لم تقتصر الأزمة على القرارات الإدارية فقط، بل امتدت إلى الجانب الفني أيضًا، حيث ذكرت تقارير صحفية أن عددًا من لاعبي ريال مدريد أبدوا تحفظهم على نية تشابي ألونسو تطبيق خطة "ثلاثة مدافعين"، وهي الخطة التي اعتمد عليها بنجاح مع باير ليفركوزن.
ورغم نجاح ألونسو في تنفيذ هذه الخطة بشكل مميز في الدوري الألماني، إلا أن لاعبي ريال مدريد لا يشعرون بالراحة حيال هذا التوجه، معتبرين أن أسلوب اللعب في الليغا الإسبانية يختلف كثيرًا، كما أن تشكيلة ريال مدريد الحالية قد لا تكون الأنسب لهذا النوع من التشكيل الدفاعي.
القلق الأكبر يتمثل في أن خطة ثلاثة مدافعين قد تؤثر على أدوار عدد من النجوم في الفريق، خاصة في مراكز الأظهرة وخط الوسط، وهو ما يثير التساؤلات حول مدى قدرة تشابي على إقناع نجوم كبار بتغييرات تكتيكية جذرية.
تشابي ألونسو، المعروف بذكائه داخل الملعب وهدوئه خارجه، سيكون مطالبًا بإثبات أن شخصيته القيادية قادرة على إدارة غرفة ملابس مليئة بالنجوم، وتجاوز أزمة الثقة التي بدأت تظهر في الأيام الأولى له كمدرب للفريق.
التاريخ أثبت أن تدريب ريال مدريد لا يشبه أي تجربة أخرى، فالضغوط الجماهيرية والإعلامية، إلى جانب التطلعات الدائمة للفوز بكل البطولات، تضع أي مدرب في اختبار مستمر لا يحتمل الأخطاء.
كما أن ألونسو بحاجة إلى بناء علاقة قوية وسريعة مع اللاعبين، خاصة أن الفترة التحضيرية للموسم الجديد على الأبواب، وأي خلل في الانسجام بين الطاقم الفني والفريق قد ينعكس سلبًا على نتائج الفريق في بداية الموسم.
رغم أن بداية تشابي ألونسو مع ريال مدريد جاءت محمّلة بالضغوط والأزمات، فإن الوقت لا يزال مبكرًا للحكم على مشروعه التدريبي قدرة المدرب الإسباني على احتواء الأزمة وبناء جسور الثقة مع لاعبيه ستكون مفتاح نجاحه في هذه المرحلة المفصلية من مسيرته التدريبية.