أصدرت إدارة نادي ليفربول بيانًا رسميًا مساء الاثنين 26 مايو 2025، ردًا على حادث الدهس الذي وقع قرب نهاية موكب احتفالات الفريق بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز، في شارع ووتر بمدينة ليفربول، والذي أثار حالة من القلق والصدمة وسط مشجعي الفريق.
ليفربول يعلق رسميًا على حادث الدهس خلال احتفالات التتويج بالدوري الإنجليزي
الاحتفالات التي جمعت عشرات الآلاف من جماهير الريدز في شوارع المدينة احتفالًا بتتويج الفريق بلقب الدوري الإنجليزي للمرة العشرين في تاريخه، تحولت في لحظة إلى مشهد مرتبك بعد انحراف سيارة داكنة اللون تجاه الحشود، ما أدى إلى سقوط عدد من الأشخاص وسط حالة من الذعر والهلع.
وفي أول تعليق رسمي من النادي، قال ليفربول في بيانه: "نحن على تواصل مباشر مع شرطة ميرسيسايد بشأن الحادث الذي وقع في شارع ووتر قرب نهاية موكب الكأس مساء اليوم نتقدم بالعزاء والمواساة للمتضررين من هذا الحادث الخطير، وسنواصل تقديم دعمنا الكامل لخدمات الطوارئ والسلطات المحلية التي تتعامل مع هذا الحادث".
جاء بيان ليفربول ليؤكد متابعته للحادث بالتنسيق مع الجهات الرسمية، ويعكس حرصه على سلامة جماهيره التي خرجت للاحتفال بأحد أعظم إنجازات النادي في العصر الحديث.
تفاصيل الحادث: إصابات واعتقال
الشرطة البريطانية بدورها أعلنت عبر بيان رسمي نشرته على منصة "إكس" (تويتر سابقًا)، أنها تلقت بلاغًا بعد الساعة السادسة مساءً يفيد بوقوع حادث تصادم بين سيارة وعدد من المشاة في شارع ووتر، وأكدت أن السيارة توقفت في مكان الحادث، وأنه تم اعتقال رجل مشتبه به.
وأفادت الشرطة بأن قوات الطوارئ سارعت إلى الموقع، وتم التعامل الفوري مع الإصابات، دون أن تصدر حتى الآن أرقامًا رسمية بشأن عدد المصابين أو مدى خطورة الإصابات.
مشاهد مؤثرة رغم الحادث
رغم الحادث المأساوي، استمرت مشاهد الاحتفال في معظم أنحاء المدينة، حيث أظهرت مقاطع الفيديو المنتشرة على وسائل التواصل الاجتماعي أجواءً جنونية، وهتافات صاخبة، واستخدام قنابل الدخان باللون الأحمر، احتفالًا بالتتويج التاريخي للفريق.
كما لفتت الأنظار مشاركة عدد من الجماهير الذين رفعوا أعلام فلسطين في قلب الاحتفالات، في مشهد يعكس وعيًا سياسيًا وإنسانيًا كبيرًا من مشجعي الريدز، المعروفين بمواقفهم المؤيدة للقضايا العادلة على مر السنين وقد تداولت وسائل الإعلام العالمية هذه الصور، باعتبارها دلالة على التضامن الشعبي وسط الأجواء الكروية.
خلفية الإنجاز الرياضي
ليفربول كان قد توج رسميًا بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز للموسم 2024-2025، محققًا اللقب العشرين في تاريخه، ومعادلًا بذلك رقم مانشستر يونايتد كأكثر الأندية الإنجليزية تتويجًا بالبريميرليغ ويعد هذا الإنجاز تتويجًا لموسم قوي قدم فيه الفريق أداءً ثابتًا، ونجح في حسم اللقب قبل الجولة الأخيرة من المسابقة.
جماهير ليفربول احتشدت مبكرًا في شوارع المدينة منذ صباح يوم الاحتفالات، وامتلأت الساحات بألوان الفريق وهتافاته، في لحظات جسدت حجم الانتماء والتاريخ الطويل بين النادي ومدينته.
تحقيقات مستمرة وتعاون بين النادي والشرطة
لا تزال التحقيقات جارية من قبل شرطة ميرسيسايد لتحديد أسباب الحادث ودوافع السائق المعتقل، وما إذا كان الحادث متعمدًا أم ناتجًا عن إهمال أو حالة صحية وأكدت الشرطة أن أي معلومات جديدة سيتم الإعلان عنها في وقت لاحق.
في الوقت نفسه، شدد نادي ليفربول على استمراره في التعاون الكامل مع السلطات المحلية وخدمات الطوارئ، إلى جانب تقديم الدعم النفسي والطبي لأي من جماهيره المتضررين من الحادث.
موقف الجماهير: بين الفخر والقلق
رغم الصدمة التي أحدثها الحادث، عبّر الكثير من مشجعي ليفربول على مواقع التواصل عن امتنانهم لاستجابة الشرطة السريعة، وتقديرهم لموقف النادي المتضامن فيما أعربوا عن أملهم في ألا يُلقي هذا الحادث المؤسف بظلاله على الاحتفال التاريخي الذي انتظروه طويلًا.
ما بين الإنجاز الرياضي الكبير، والحادث الأمني المؤلم، عاشت مدينة ليفربول ليلة متقلبة بين الفرحة والقلق وإذا كان التتويج بلقب الدوري الإنجليزي للمرة العشرين لحظة مجد جديدة للنادي، فإن ما حدث خلال الاحتفالات يذكّر الجميع بأهمية تعزيز الأمن في مثل هذه التجمعات الجماهيرية الضخمة.
وفي انتظار نتائج التحقيق، تبقى رسائل النادي واضحة: دعم للضحايا، والتزام بالتعاون مع السلطات، وتمسك بالمسؤولية المجتمعية التي لطالما ميزت ليفربول، ناديًا وجماهير.