شهدت مصر خلال الأيام الماضية نقلة نوعية جديدة في إطار التحول الرقمي الذي تتبناه الدولة في مختلف القطاعات، وعلى رأسها قطاع الشباب والرياضة، الذي بات يشهد تطورات متلاحقة تتماشى مع رؤية الجمهورية الجديدة.
التحول الرقمي في الرياضة المصرية: بين الانتخابات الإلكترونية وتعزيز الثقافة المالية للشباب
وفي هذا السياق، شهد الدكتور أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة، لقاءين مهمين يعكسان هذا التوجه، أولهما بشأن الانتخابات الإلكترونية في الهيئات الرياضية، وثانيهما حول إطلاق مبادرة "البورصة للجميع"، والتي تستهدف توعية الشباب اقتصاديًا وماليًا.
الانتخابات الإلكترونية: خطوة نحو الشفافية
في خطوة تهدف إلى تعزيز الشفافية والنزاهة وتسهيل الإجراءات داخل المؤسسات الرياضية، شهد الدكتور أشرف صبحي اللقاء التعريفي الخاص بإطلاق نظام الانتخابات الإلكترونية لجميع الهيئات الرياضية، وذلك بمشاركة ممثلي هيئة النيابة الإدارية وعدد من رؤساء وممثلي مجالس إدارات الأندية الرياضية، وذلك بمركز التعليم المدني بالجزيرة.
اللقاء تضمن عرضًا تفصيليًا حول كيفية عمل النظام الإلكتروني الجديد وآلية التصويت عبر المنصة الرقمية، حيث تم شرح الخطوات الفنية التي تمر بها العملية الانتخابية، بدءًا من تسجيل الناخب وحتى إعلان النتائج، مع التركيز على جوانب تأمين البيانات وسهولة الاستخدام.
كما أكد القائمون على النظام أن المنصة تضمن دقة التصويت وتقلل فرص التلاعب، مما يمثل نقلة مهمة في الحوكمة داخل القطاع الرياضي.
وأكد وزير الشباب والرياضة في كلمته خلال اللقاء أن الوزارة تسعى لمواكبة التطورات التكنولوجية وتطبيق مفاهيم التحول الرقمي في مختلف قطاعاتها، وفي مقدمتها المنظومة الانتخابية داخل الهيئات الرياضية.
وأشار إلى أن الوزارة تعمل بالتعاون مع الجهات الرقابية والقانونية، وعلى رأسها هيئة النيابة الإدارية، لضمان نزاهة وحيادية العملية الانتخابية، بما يعزز من ثقة أعضاء الجمعيات العمومية في نتائج الانتخابات.
تقدير الأندية للنقلة النوعية
من جانبهم أعرب ممثلو الأندية الرياضية عن دعمهم الكامل لهذا التوجه، مؤكدين أن تطبيق نظام الانتخابات الرقمية يمثل نقلة نوعية في تاريخ العمل الرياضي المصري.
كما أشاروا إلى أن هذه الخطوة تأتي في إطار رؤية الدولة لتحديث البنية التحتية الإدارية وتفعيل دور التكنولوجيا في تحسين الأداء المؤسسي.
ولم تقتصر أهمية هذه الخطوة على الجانب الإداري فحسب، بل تمتد لتشمل الجوانب السياسية والمجتمعية، حيث تعكس توجه الدولة نحو تمكين الأعضاء من ممارسة حقوقهم بطريقة سهلة وعادلة، بما يدعم مبادئ العدالة والمساواة داخل الكيانات الرياضية.
البورصة للجميع: تمكين الشباب اقتصاديًا
وفي سياق متصل برؤية الدولة نحو التنمية الشاملة وتمكين الشباب، شهد الدكتور أشرف صبحي، إلى جانب الدكتور أحمد الشيخ، رئيس البورصة المصرية، انطلاق أولى فعاليات المبادرة الوطنية "البورصة للجميع"، والتي نُظمت بمركز الابتكار والإبداع بالجزيرة، بحضور عدد من قيادات الوزارة، وخبراء من سوق المال، وممثلين عن الكيانات الشبابية.
تهدف هذه المبادرة إلى نشر الثقافة المالية بين الشباب، وتعزيز وعيهم الاستثماري، في محاولة لخلق جيل جديد يمتلك المهارات والأدوات التي تؤهله للمساهمة الفعالة في الاقتصاد الوطني وتأتي هذه المبادرة تنفيذًا لبروتوكول التعاون الموقع بين وزارة الشباب والرياضة والبورصة المصرية في يناير الماضي.
وأكد الدكتور أشرف صبحي في كلمته أن المبادرة تمثل أحد أوجه ترجمة توجيهات القيادة السياسية نحو تمكين الشباب اقتصاديًا، وتزويدهم بالمعرفة التي تمكنهم من اتخاذ قرارات مالية رشيدة.
وأوضح أن الوزارة تعمل ضمن استراتيجية شاملة تهدف إلى دمج الشباب في المنظومة الاقتصادية وتعزيز ثقافة الاستثمار لديهم، بما ينسجم مع أهداف الدولة في بناء جيل واعٍ اقتصاديًا.
البورصة ليست حكرًا على فئة بعينها
من جانبه شدد الدكتور أحمد الشيخ رئيس البورصة المصرية، على أن البورصة ليست حكرًا على المستثمرين المحترفين، بل هي منصة متاحة للجميع، خاصة الشباب الذين يمثلون مستقبل الاقتصاد وأشار إلى أن البورصة المصرية تعمل على تبسيط مفاهيم الاستثمار والادخار، وتقديم أدوات عملية تساعد الشباب على بناء مستقبل مالي مستقر.
وأوضح الشيخ أن البورصة وقعت بروتوكولات تعاون مع نحو 40 جامعة مصرية، كما أطلقت محتوى خاصًا على وسائل التواصل الاجتماعي يخاطب الشباب بلغة مبسطة ومباشرة.
وفي إطار توسيع دائرة التأثير، أشار إلى أن البورصة تسعى حاليًا إلى الوصول للشباب من خلال المؤسسات الرياضية، باعتبارها أحد أهم المنصات التفاعلية التي تجمع أكبر عدد من الفئات الشبابية.
تحول متكامل نحو المستقبل
ما يجمع بين اللقاءين، سواء الانتخابات الإلكترونية أو مبادرة "البورصة للجميع"، هو الرؤية الموحدة نحو التحول الرقمي وبناء جيل جديد قادر على التعامل مع تحديات العصر بأدوات حديثة.
وتظهر هذه التحركات بشكل واضح التزام وزارة الشباب والرياضة بتوسيع دائرة التمكين سواء على المستوى الإداري داخل الهيئات الرياضية، أو على المستوى الاقتصادي من خلال نشر الثقافة الاستثمارية.
وفي الوقت الذي تعمل فيه الدولة على تحديث البنية التحتية والخدمات، تبقى مثل هذه المبادرات نموذجًا حيويًا لكيفية الاستفادة من التكنولوجيا في تطوير منظومة العمل الشبابي والرياضي ومن خلال الدمج بين الرياضة، والإدارة، والاقتصاد، تسير مصر بخطى واثقة نحو تحقيق أهداف الجمهورية الجديدة التي تضع الشباب في قلب عملية التنمية.