في لحظة مؤثرة على ملعب فيليب شاترييه، ودع الأسطورة الإسباني رافائيل نادال بطولة فرنسا المفتوحة للتنس، في تكريم استثنائي خصص له بحضور أبرز منافسيه وأصدقائه: السويسري روجر فيدرر، الصربي نوفاك ديوكوفيتش، والبريطاني آندي موراي، في مشهد عبّر عن مدى التأثير الذي تركه "ملك رولان جاروس" في اللعبة.

 

جمهور غفير، من بينهم النجم الشاب كارلوس ألكاراز وحاملة لقب السيدات إيجا شيانتيك، ارتدوا قمصانًا حملت عبارة "شكرا رافا"، في إشارة واضحة للاحترام والإعجاب الكبيرين اللذين يكنهما العالم لنادال، المتوَّج 14 مرة بالبطولة.

 

وقال نادال، في مؤتمر صحفي مؤثر، إنه لم يكن على علم بحضور منافسيه السابقين، لكنه "تخيل أنهم سيأتون"، مشيرًا إلى أن ظهورهم "جعل اليوم مميزًا للغاية" وأضاف: "كان لوجود روجر وآندي ونوفاك معنى عميق، لأننا معًا شكلنا جزءًا من عصر ذهبي للتنس، ودفعنا بعضنا البعض لأقصى الحدود".

 

وتطرق نادال إلى التنافس التاريخي بين الرباعي الذهبي (نادال، فيدرر، ديوكوفيتش، موراي)، موضحًا أن هذا الصراع المكثف أبقى على حماسه ورغبته في التطور، قائلًا: "هذا النوع من المنافسة رفع مستوى اللعبة، وساعد الأجيال القادمة في السعي لتحسين الأرقام القياسية أنا متأكد أن هذا سيحدث".

 

وأعرب نادال عن امتنانه العميق للجمهور والمنظمين بعد تثبيت لوحة تذكارية تحمل اسمه على الملعب الرئيسي في رولان جاروس، واصفًا ذلك بأنه "شرف لا يقدر بثمن" وأضاف: "لم أطمح يومًا لأكون من أفضل اللاعبين في التاريخ، كل ما كنت أريده هو التحسن كل يوم".

 

وفي إشارة إلى الجانب الإنساني لشخصيته، قال نادال: "لم أعتبر نفسي يومًا مميزًا، رغم الأرقام والإنجازات كل مرة كنت أدخل الملعب، كنت أشعر أنني قد أخسر لم أفقد هذا الشعور طوال مسيرتي".

 

من المقرر أن يخوض نادال آخر محطاته كلاعب محترف بمشاركته مع منتخب بلاده في كأس ديفيز خلال نوفمبر المقبل، ليختتم مسيرة استثنائية، صنعت منه أسطورة خالدة في تاريخ التنس.

 

في أجواء من التأثر والحفاوة، عاش ملعب فيليب شاترييه لحظة تاريخية بتكريم رافائيل نادال، أحد أعظم لاعبي التنس عبر العصور، الذي ودع بطولة فرنسا المفتوحة بعد مسيرة استثنائية حافلة بـ14 لقبًا في رولان جاروس لم يكن حضور فيدرر، ديوكوفيتش، وموراي مجرد مشاركة رمزية، بل تجسيدًا لعصر ذهبي جمع بين هؤلاء الأربعة الذين أعادوا تعريف معنى المنافسة في رياضة التنس، فكانوا بمثابة مرآة دفع كل منهم الآخر لتقديم أقصى ما يملك.

 

وأكد أن الدافع الأكبر له كان التحدي الذاتي، والشك الذي لم يفارقه قبل كل مباراة، وهو ما ساعده في الحفاظ على عطائه طوال سنوات المنافسة وأضاف أن رؤية اسمه محفورًا في ملعب رولان جاروس تمثل لحظة لن تنسى، وأن التكريم الحقيقي بالنسبة له هو الحب والدعم الذي لقيه من الجماهير حول العالم.